اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في مؤتمرها الأول.. نعمل مع المواطنين في المحافظات باستقلالية وخبرات عالية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرّية- هبا علي أحمد:
عقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، اليوم، مؤتمراً صحفياً في مبنى وزارة الإعلام، بحضور عدد من وسائل الإعلام.
وأعلنت عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر هدى أتاسي البيان الأول للجنة، قائلة: في لحظة تاريخية صادقة تنطلق الأعمال التحضرية للمؤتمر الذي يجمع السوريين والسوريات لأول مرة منذ 75 عاماً، لترسيخ نهج الحوار ومناقشات القضايا الوطنية الكبرى وإيجاد الحلول المناسبة.
وأضافت: يسعى المؤتمر لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحوكمية ليضع الأسس المتينة على التوافق الوطني والعدالة والإصلاح والتمثيل الشامل، مشيرة إلى حرص المؤتمر على إشراك جميع أطياف الشعب السوري بمختلف المحافظات والمكونات لضمان مشاركة حقيقية تعكس التنوع المجتمعي والسياسي، ويؤسس لحوار جامع يتجاوز الحواجز والاصطفافات.
ونوّهت أتاسي إلى أن الحوار بدأ منذ لحظة التحرير حيث شهدت مختلف المحافظات السورية حراكاً مجتمعياً واسعاً تمثل في مئات الندوات الحوارية والاجتماعات المتخصصة التي نظمتها المؤسسات الاجتماعية والمحافظات ومنظمات المجتمع المدني، وقد شكل هذا التفاعل الشعبي الذي يعكس نبض الشارع وتطلعات المواطنين قاعدة صلبة استندت إليها اللجنة التحضيرية في تحديد الأفكار المركزية والمحاور الرئيسة التي يناقشها المؤتمر.
وأوضحت في ظل الظروف الراهنة، يشهد المجتمع السوري رغبة كبيرة في التوافق حول معظم القضايا الوطنية، ما يمهد الطريق أمام اللجنة التحضيرية للعمل بكفاءة وسرعة لضمان نجاح المؤتمر والخروج بمقررات تلبي تطلعات الشعب السوري، حيث سيعزز هذا المناخ الإيجابي فرص الوصول إلى حلول تعيد سوريا إلى مسار الاستقرار والتنمية.
وأشارت أتاسي إلى أن المؤتمر سيتضمن ورشات عمل متخصصة بقيادة احترافية لمناقشة القضايا المطروحة بعمق، إلى جانب توفير مساحة مفتوحة لطرح أي موضوعات أخرى يراها المشاركون ضرورية لتحديد مسار الحل الوطني، مؤكدة: نحن أمام فرصة تاريخية لرسم ملامح سوريا المستقبل عبر حوار وطني مسؤول يعزز وحدة السوريين والسوريات، ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاهم، والتوافق، والبناء.
وحول دور المرأة، أشارت أتاسي إلى أن للمرأة دوراً كبيراً في سوريا الجديدة ووجودها غاية في الأهمية لإغناء اللجنة وإعطائها المعلومات المتعلقة بالمجتمع المدني.
من جهته، قال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار حسن الدغيم: موعد انعقاد المؤتمر الوطني متروك للنقاش مع المواطنين وزيارة المحافظات والرؤى وتقديم أوراق العمل، والأمر متروك للمضامين بحيث تشمل الخبرات ومختلف الاختصاصات، وعندما تنضج هذه الأوراق سيتم تحديد موعد انطلاقه، لافتاً إلى أن مبادئ الثورة ترفض المحاصصة الطائفية وسيتم مراعاة التنوع والحوار لتبادل الآراء، بحيث ينظر السوريون من مختلف أعراقهم ودياناتهم ومناطقهم السكانية إلى المؤتمر كالمرآة التي تعكس وجوههم.
وأضاف الدغيم: سيتم إثراء محاور المؤتمر بمختلف المكونات وسوف يدعى كل سوري وطني من دون النظر إلى طائفته، فالمؤتمر فرصة لكل سوري لم تتلطخ يديه بالدماء، وكل سوري دون ذلك على أرض الوطن سيكون له فرصة المشاركة، كما إن المعايير المحددة للمشاركة في المؤتمر تقوم على المواطن السوري الوطني والنزيه وله أثر في منطقته، من حيث الكفاءة والمصداقية.
وحول أهالي المنطقة الشرقية وعدم مشاركة “قسد”، أوضح الدغيم أن قسد لا تمثل أهلنا في تلك المنطقة، فليس لأحد أن يفرض امتيازاته ونرفض احتكار “قسد” لتمثيل أهلنا هناك، كما أننا نتكلم عن حوار وليس صراعاً، ومن لم يلقِ السلاح ويندمج في وزارة الدفاع لن يكون له دور ولا يمثل أهالي المنطقة الشرقية، مبيناً أن اللجنة تواصلت مع ممثلين حقيقيين هناك وتم الاستماع لمطالبهن وسيتم الاستفادة من خبراتهم.
وأكّد أن اللجنة التحضيرية معينة بقرار رئاسي، لكنها وطنية مستقلة وأعضاؤها هم خبراء أمضوا سنوات عديدة في إدارة عمليات الحوار، ويملكون ثقافة عالية بالمجتمع السوري تمكنهم من اختيار الشخصيات من كل المحافظات.
وتابع الدغيم: اللجنة هي من تعين رئيسها وتكتب نظامها الداخلي وصلاحياتها ولن تتدخل بالمضامين ومهمتها إدارة تسيير عملية الحوار، وتلمس هموم المواطنين وأخذ آرائهم وجمع أوراق العمل والتأكد من تطبيق المعايير في اختيار الشخصيات المشاركة والتوزع السكاني، ومساعدة السوريين في الوصول إلى الحوار الوطني وتيسير جلساته، لافتاً إلى أن اللجنة في النهاية ستصدر توصيات ترفع  إلى الرئاسة  ليتم تنفيذها.

وحول الدستور، أشار الدغيم إلى أنه ليس لدى اللجنة أجندة مسبقة أن تصل إلى شيء حول هذا الموضوع من حيث أن يُطرح أو لا يُطرح، مشيراً إلى أننا في مرحلة بناء الدولة ونهوضها وبناء القانون، ومن أهم المواضيع التي تطرح ما يتعلق بالبناء الدستوري ويقول السوريون رأيهم في تشكيل سلطات بلادهم، التشريعية والتنفيذية والقضائية، والعدالة الانتقالية والرؤية الاقتصادية، إعادة الإعمار، ووحدة وسلامة واستقرار البلاد وكل المواضيع المهمة، وهذا يعود إلى المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، مُعيداً تأكيد أن اللجنة مهمتها تسيير الحوار.

ت: طارق الحسنية

Leave a Comment
آخر الأخبار