المؤتمر الأول للرعاية الصحية الأولية في اللاذقية.. تكامل الجهود بين القطاعين العام والأهلي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – سراب علي:

احتضنت محافظة اللاذقية أعمال المؤتمر الأول للرعاية الصحية الأولية الذي أقيم برعاية مديريتي الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل، وبتنظيم الجمعية السورية لرعاية مرض ضغط الدم بالتعاون مع جمعية موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية ومؤسسة فرح للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وشارك في المؤتمر الذي عقد في المركز الثقافي ويستمر لمدة يومين ممثلون عن الجمعيات والمنظمات الأهلية والدولية، إلى جانب عدد من الأطباء والاختصاصيين في مجالات الطب والتمريض والرعاية المجتمعية.
وأوضح مدير صحة اللاذقية الدكتور خليل آغا في تصريحه لـ”الحرية” أن المؤتمر يمثل انطلاقة مهمة في طريق تبني مفهوم الرعاية الصحية الأولية بوصفها حجر الأساس في منظومة الصحة العامة.
وأشار إلى أن تنظيم المؤتمر جاء نتيجة تنسيق مشترك بين مديرية الصحة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الجمعيات المعنية، بهدف خلق مساحة حوار علمي ومهني يسهم في تطوير الأداء الصحي وتبادل الخبرات الميدانية.

وبيّن آغا أن فعاليات المؤتمر تضمنت محاضرات متخصصة في مجالات الرعاية التمريضية والإسعافية والاجتماعية، ألقاها خبراء من مختلف القطاعات، إلى جانب مناقشات علمية تناولت سبل تحسين جودة الخدمات الصحية في المراكز الأولية وكيفية تعزيز دورها في الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم.

من جانبه، أكد أمين سر محافظة اللاذقية عبد القادر فيضو – في كلمة ألقاها نيابة عن محافظ اللاذقية – أن هذا المؤتمر يعكس روح التعاون بين القطاع العام والمجتمع الأهلي في خدمة الإنسان والمواطن، مشيراً إلى أن الرعاية الصحية الأولية تمثل المنطلق الحقيقي لأي نظام صحي متكامل.
وأوضح أن أهمية الرعاية الأولية تكمن في كونها الخط الأول في الوقاية ونشر الوعي الصحي، ما يسهم في تخفيف الضغط على المشافي ويضمن تقديم الخدمة الطبية المناسبة في الوقت والمكان الأنسب.
وأضاف فيضو: ما نطمح إليه هو بناء بيئة صحية داعمة تقوم على التعاون والتكامل بين مختلف الجهات، من خلال توجيه الجهود والموارد لخدمة احتياجات المجتمع بشكل متوازن ومستدام.

بدوره، شدد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية محمود حاج إبراهيم، في مداخلته على أن الارتقاء بالقطاع الصحي لا يمكن أن يتحقق دون شراكة حقيقية مع الجمعيات الأهلية والمنظمات المجتمعية.
وأشار إلى استعداد المديرية لتقديم الدعم ، سواء من خلال الإعانات والمشروعات التي تستهدف الفئات الهشّة والمناطق النائية، وتعزيز التنسيق بين القطاع الصحي العام والجمعيات الأهلية.
وأضاف حاج إبراهيم: إن تحسين الواقع الصحي في ريف المحافظة هو خطوة أساسية لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين، وخاصة مع ارتفاع تكاليف النقل والدواء والمعالجة، ومن هنا يأتي دور الوعي الصحي المجتمعي في تشجيع الناس على مراجعة المراكز الصحية القريبة منهم وطلب الخدمة من مصادرها الأولية.
وفي سياق متصل، أشار عدد من الأطباء المشاركين إلى أهمية رفع مستوى الثقافة الصحية لدى المجتمع، وإن المؤتمر  محطة جديدة في مسار العمل الصحي والاجتماعي المشترك.

إذ قدّم الدكتور وليد العضيب، اختصاصي أمراض القلب في مشفى الجامعة، محاضرة بعنوان “ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت”.
استعرض خلالها أحدث البروتوكولات الطبية في التعامل مع هذا المرض، مشدداً على ضرورة اعتماد المراكز الصحية كنقطة انطلاق أساسية في التشخيص والعلاج.
وأضاف: يجب أن يكون تواصل المريض الأول مع مراكز الرعاية الصحية الأولية، فهي القادرة على تقييم حالته وتحديد ما إذا كان بحاجة إلى خدمة طبية أعلى، وفق تسلسل هرمي منظم يشمل الرعاية الثانوية والثالثية.
مشيراً إلى أن ضعف الوعي الصحي في المجتمع مقارنة بالدول المتقدمة يتطلب مضاعفة الجهود التوعوية وتنظيم ورش عمل تثقيفية ربع سنوية في المراكز الثقافية والصحية على حد سواء.
ورافق المؤتمر معرضاً للأدوية قدمتها عدد من الشركات الطبية في المحافظة.

Leave a Comment
آخر الأخبار