الحرية- لوريس عمران :
زراعة الزيتون من الأنشطة الزراعية الأساسية في منطقة جبلة، حيث تشكل مصدر دخل رئيسياً للعديد من المزارعين ورغم التحديات المناخية التي واجهتها الزراعة في هذا العام، تواصل مديرية الزراعة جهودها في تعزيز الإنتاجية وتحسين طرق المكافحة والإرشاد.
المساحات المزروعة والإنتاجية:
المهندس باسل ديوب مدير دائرة الزراعة بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية أشار إلى أن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون بلغت هذا العام 160,881 دونمًا، ويقدر عدد الأشجار المزروعة بحوالي 3,881 ملايين شجرة، منها 3,627 ملايين شجرة مثمرة.
وبين ديوب ” لصحيفتنا الحرية “أن الإنتاجية الأولية لهذا العام تم تقديرها بحوالي 12,688 طن من الزيتون، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ إنتاج العام الماضي 14,301 طن، ويرجع ديوب هذا التراجع إلى الظروف المناخية السائدة، والتي تسببت في قلة الهطول المطري والجفاف، ما أثر على عملية عقد الثمار وبالتالي على الإنتاجية.
أهم مناطق زراعة الزيتون
كشف المهندس ديوب عن المناطق الرئيسية لزراعة الزيتون في منطقة جبلة، حيث تنتشر أشجار الزيتون في العديد من القرى التي تعتبر من أبرز المناطق المنتجة.أبرزها أرشادية القطيلبية، وبيت ياشوط، وحمام القراحلة، التي تتركز فيها معظم المساحات المزروعة. وتستمر هذه القرى في لعب دور مهم في توفير المحصول، وتزويد السوق المحلي بكميات كبيرة من الزيتون، مبيناً أن منطقة جبلة تشهد تنوعاً في الأصناف المزروعة من الزيتون، حيث يتم التركيز على الأصناف التي تناسب البيئة المحلية، مثل الخضراوي، درملالي، السكري، وبعض الأصناف الهجينة، أيضاً يتم اختيار هذه الأصناف بعناية لضمان ملائمتها للظروف المناخية السائدة ولزيادة الإنتاجية.
الدورات التدريبية والندوات الإرشادية
في السياق نفسه نوه ديوب بأن مديرية الزراعة تواصل تنظيم دورات تدريبية متخصصة للمزارعين والفنيين في مجال زراعة الزيتون، كما تُنفذ ندوات إرشادية دورية لتقديم المشورة الفنية حول كيفية مكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب أشجار الزيتون. لافتاً إلى أن الندوات في الوحدات الإرشادية المنتشرة في المنطقة هدفها تزويد المزارعين بالمعلومات اللازمة للحفاظ على صحة الأشجار وتحقيق إنتاجية عالية.
مكافحة الأمراض والحشرات
تُولي مديرية الزراعة اهتماماً كبيراً لمكافحة الأمراض والحشرات التي تؤثر سلبًا على إنتاج الزيتون، حيث أشار المهندس ديوب إلى أن من بين الأمراض الشائعة التي تم رصدها في المنطقة “مرض عين الطاووس” الذي يستدعي تكثيف الجهود لمكافحته باستخدام المبيدات الفطرية المناسبة بالإضافة إلى توزيع المواد اللازمة لتحضير المصائد لمكافحة “ذبابة ثمار الزيتون”، وهي واحدة من أكثر الآفات التي تهدد المحصول.
وبين ديوب أن مديرية الزراعة في اللاذقية تدير مجموعة من المشاتل الزراعية المتخصصة في إنتاج غراس الزيتون ذات الجودة العالية. حيث تتميز هذه الغراس بانتقاء الأنواع بعناية ومتابعتها الفنية لضمان خلوها من الأمراض أيضاً تسعى المديرية إلى توفير هذه الغراس بأسعار معقولة تتناسب مع احتياجات المزارعين.
جهود حثيثة لدعم المزارعين
رغم التحديات التي فرضتها الظروف المناخية على إنتاج الزيتون هذا العام تواصل مديرية الزراعة في مدينة جبلة جهودها لدعم المزارعين وتعزيز استدامة هذا القطاع الزراعي الحيوي من خلال البرامج الإرشادية والدورات التدريبية المستمرة، وكذلك تكثيف عمليات المكافحة الفعالة للأمراض والحشرات.
أيضاً تعمل المديرية على تحسين الإنتاجية وضمان استمرارية زراعة الزيتون كمصدر رئيسي للعيش في المنطقة. ومن المتوقع أن تثمر هذه الجهود في السنوات القادمة عن زيادة في الإنتاجية، مما يعود بالنفع على المزارعين والاقتصاد المحلي.