الحرية ـ أنطوان بصمه جي:
شهدت قاعة المؤتمرات في القصر البلدي بحلب اليوم مؤتمراً حوارياً يعد الأول من نوعه تحت شعار “المجتمع يسأل والمحافظة تجيب” نظمته محافظة حلب بهدف فتح قنوات اتصال مباشرة مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني والوقوف على همومهم ومقترحاتهم لتعزيز العمل الحكومي وخدمة المدينة.
انطلقت فعاليات المؤتمر بمشاركة أهالي المدينة وممثلي منظمات المجتمع المدني والأعيان، إلى جانب مشاركة محافظة حلب ونوابه ومعاونيه، ومديري الدوائر الخدمية والتنفيذية.
ويشكل المؤتمر الحواري كتطبيق عملي لسياسة الباب المفتوح والرغبة في تفعيل مبدأ المساءلة المجتمعية، حيث مثلت القاعة منصة حية للحوار المباشر والصريح والنقد البناء مع تقديم الحلول المناسبة.
شكلت مداخلات الحضور وحواراتهم طيفاً واسعاً من القضايا الملحة، تركزت بشكل أساسي على تحسين الخدمات الأساسية الكهرباء، والمياه، والنظافة العامة، وجمع النفايات، وإعادة الإعمار والبنية التحتية وتسريع عمليات ترميم المنازل المتضررة، وإصلاح الطرق، ومشاريع الصرف الصحي، ودعم العودة والاستقرار وتذليل العقبات أمام النازحين الراغبين بالعودة، وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة.
وكذلك أخذت قضايا البيئة والمساحات الخضراء ومكافحة التلوث، وزيادة التشجير، والمحافظة على المظهر الحضاري جزءاً من القضايا المطروحة لتحسين جمالية المحافظة، بالإضافة إلى طرح دعم المشاريع الصغيرة، وتنشيط الحركة التجارية، وجذب الاستثمار، وتسريع القطاع السياحي الذي يساهم في تسريع عجلة الاقتصاد الوطني.
تفاعل المسؤولون الحاضرون من معاوني محافظ حلب بحسب تخصصهم ومديري الدوائر مع الأسئلة والملاحظات بجدية، حيث قدموا توضيحات فورية حول العديد من النقاط، واعترفوا بصعوبات وعقبات تواجه بعض الملفات، مؤكدين سعيهم الدؤوب لحلها.
كما تم توثيق كافة المداخلات والتعهدات بشكل رسمي، مع وعد من المحافظة بمتابعة كل القضايا المطروحة عبر قنواتها الرسمية وإطلاع المجتمع على التقدم المحرز، وذلك بغية إشراك المجتمع المحلي وتعزيز الشفافية.
وأوضح محافظ حلب المهندس عزام الغريب خلال كلمته التي أكد فيها أن شعار “المجتمع يسأل والمحافظة تجيب” ليس مجرد عنوان للمؤتمر، بل هو منهج عمل تلتزم به المحافظة. وقال: “لقاؤنا اليوم ليس استعراضياً، بل هو التزام منا أمامكم، وللتأكيد على أن صوتكم مسموع، وهمومكم هي محور عملنا”.
وأضاف محافظ حلب: ندرك حجم التحديات، خاصة بعد سنوات الحرب المدمرة، لكن إرادة أبناء حلب وإصرارهم على النهوض والاستثمار في رأس المال البشري وتدريبه، مضيفاً أن المحافظة ستواصل العمل بكل طاقتها وبشفافية كاملة لتحسين الخدمات، وتسريع إعادة الإعمار، وخلق بيئة مناسبة للاستثمار والعمل، واعداً الحضور بمتابعة كل ما طرح خلال المؤتمر، وبين أن المواطن شريك أساسي في الرقابة وتقييم الأداء.
يشكل المؤتمر الحواري الأول من نوعه جسراً لبناء الثقة وتعزيز الشفافية، حيث يأمل المشاركون أن تكون هذه الخطوة بداية لحوار دائم ومؤسساتي، يضمن مشاركة فعالة للمجتمع في صنع القرار ومراقبة التنفيذ، ما يسهم في النهاية في تسريع عجلة إعمار حلب وتحسين جودة الحياة لأبنائها.