المحميات الطبيعية والرعوية بين الأمس الجميل والحاضر  غير المستقر..  وهذه هي الأسباب

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

قبل سنوات من الآن كانت المحميات الطبيعية  كمحمية «أبو قبيس» والبستان في منتهى الروعة والجمال، وتوجد بهما شتى أنواع النباتات الزهرية والطيور وحتى الحيوانات،   في حين تراجعت كثيراً محميتا البلعاس ووادي العزيب في بادية حماة الشرقية والتي تبعد عن مدينة حماة / أكثر من ٧٥ / كيلو متراً من جراء  الانحباس المطري والمتغيرات المناخية المترافقة بدرجات حرارة عالية رفعت من سخونة الأرض بشكل ملحوظ، ما انعكس سلباً على مكونات هاتين المحميتين بشكل واضح رغم كل ما قدمته لهما الهيئة العامة للبادية من حفر للآبار  وتركيب الطاقة الشمسية وتوفير  المياه هناك للاستخدامات الرعوية ولقطيع الأغنام بهدف إضفاء جوٍّ  مقبول ومعتدل.
لكن التغيُّر المناخي الشديد صنع الفارق غير الجيد، وما يقال عن هذه المحميات ينسحب على محميتي الشولا في مجال دير الزور  واللتان وصلتا مرحلة محزنة وفقاً لوصف  الدكتور منهل محمد الزعبي من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية  والمختص في الشؤون النباتية والمحميات.
كاشفاً أن محميتي الشولا هناك في وضع يرثى له مواسياً ومتأسفاً لما وصلت إليه الأمور  في هذين الموقعين باسم محمية الشولا، وهما اللتان كانتا متميزتين في كل شيء  من خلال نباتاتهما الجيدة.
وتطرق في منشور له على صفحته، وكذلك في دردشة قصيرة معه، إلى أن هذه المحمية أي الشولا هي لتثبيت الكثبان الرملية، مضيفاً: كان الله بعون أهلنا في دير الزور من أثر العجاج.
خاتماً حديثه بأن محتوى محمية الشولا هو نباتات رعوية وقد زودت بكل مقومات وجودها ودورها من آبار المياه وغير ذلك، لكن الجفاف الشديد كان له الأثر السلبي الكبير.
في العموم مسألة المحميات الرعوية في البادية كان تأثير الانحباس المطري وشدة نوبات الجفاف أكثر قساوة عليها من المحميات في محميتي أبو قبيس في مجال مدينة سلحب والبستان الأول في مجال مدينة مصياف.
لكن لايمكننا أن نقول إنهما لم تتأثرا بالانحباس المطري، حيث لم يلاحظ بهما ماكان يوجد في المواسم المطرية من أعشاب ونباتات عطرية وغير ذلك، حيث  تتعرض اليوم فقط لقلع نبات الزعتر والزوفا رغم أنه من الأفضل قصهما دون اللجوء إلى قلعهما من الجذور ، ماسيؤدي إلى انقراضهما.
رغم أن المحميتين تقعان في منطقة الاستقرار الأولى المعروفة بأمطارها الغزيرة والتي يبلغ معدلها السنوي بحدود ال١٦٠٠ملم تقريباً، في حين لاتتعدى أمطار محميات وادي العزيب  والبلعاس والشولا المائة ملم تزيد قليلاً أو تنقص.
بالمختصر المفيد: تشكل هذه المحميات بل تعتبر السياج المهم للحفاظ على المكونات الطبيعية في أعماقها من طيور وحيوانات ونباتات نادرة كالأوركيد والزعفران البري.
وكل ما تحتاجه هذه المحميات هو عدم العبث بها والحفاظ عليها بكل مكوناتا وعدم تحطيبها بشكل جائر.

Leave a Comment
آخر الأخبار