الحرية – ميسون شباني:
علامة فارقة في تاريخ سوريا أعلنت ميلادها الجديد بإشهار هويتها البصرية الجديدة في الرابع من تموز الجاري، وجسد فيها العُقاب الذهبي السوري شعاراً جديداً للبلاد ليكتسب معاني عصرية، ويستحضر الماضي للدلالة على استعادة الدولة من جديد، وينظر للمستقبل بمفاهيم مختلفة.
لم يُخفِ السوريون مشاعرهم التي اختلط فيها الفخر بالفرح لإعادة روح الانتماء إلى سوريا، فتجمعوا بالآلآف في الساحات العامة في دمشق والمحافظات السورية وسط احتفالات شعبية حاشدة تعني أن أحلامَ السوريين سترى النور، وتفتح أبواباً جديدة لهم.
*تكنيك لافت
عروض بصرية لافتة قادتها أكثر من ألف طائرة درون صممت بحرفية رمزية إبداعية صاغ تفاصيلها المخرج السينمائي عادل قصار الذي أكد لصحيفة الحرية أنّ ” هذه اللحظة التاريخية مفصلية في حياة السوريين طوعنا فيها خبراتنا كسوريين لإنجاز هذا العرض البصري، حيث استخدمت تقنيات الهولوغرام والمايبنغ وبعض التقنيات البرمجية البحتة من خلال السوفت وير، ورسمنا ما رآه السوريون عبر P.C وتم تحريكه بأسلوب الأنيميشن وبطريقة برمجية معينة ليتم تشكيل العقاب السوري وبعض الشعارات بطائرات للدرون التي بلغ عددها ١٠٠٠درون في سماء سوريا، وكل ماشاهده السوريون تم إنجازه بخبرات سورية.
*سوريا لكل السوريين
وعن الهدف من هذا العرض يجيب المخرج قصار بالقول :”كان هاجسي أن أقدم رسالة خلال العرض أن سوريا لكل السوريين، ولم يكن هدفي الاستعراض والإبهار البصري فقط، وقد اخترت الطفل حمزة الخطيب كرمز من رموز الثورة، واستحضرت كل ماحدث منذ بدء الثورة عام 2011 حتى لحظة التحرير بطريقة بصرية”.
وأشار قصار إلى أنه كان صاحب فكرة العرض وفكرة الأشكال البصرية والموسيقا والايفيكتات، ولكن كل هذا تمّ بجهود فريق مكون من 40 شخصاًٰ لهم الفضل بالعرض وهم جنود مجهولون، وكانت لهم اليد الطولى في العرض، وهذا يؤكد أنّ سوريا ولادة ومليئة بالخبرات المحلية والعالمية.
*جمالية العرض غطت على التأخير
وحول تأخر عرض الدرون قال : “كان الموضوع خارجاً عن إرادتنا بنسبة ١٠٠٪ ولم تتوقع هذا الهواء الشديد وكان مقرراًٰ إطلاق عرض الدرون بلحظة دخول الفارس وإطلاق العقاب، إلّا أنه لم يتسنَ ذلك في لحظتها بسبب الرياح، لكن تم تجاوز الأمر وأطلقناها في لحظة تاريخية، وجمالية الحفل غطت على التأخير.
وأكد قصار أن الشعار الجديد للدولة هو هوية تجمعنا، هوية رسمناها بآمالنا وآلامنا.. هوية نسجت تاريخ سوريا ونضالات شعبها لتصوغ منه عزماً لبناء المستقبل..
وختم قصار حديثه بأن إعلان الهوية البصرية الجديدة لسوريا خطوة رمزية وعملية نحو بناء مستقبل يليق بالتضحيات التي قدمت وعهد جديد بين الدولة والشعب، عهد سيعيد لسوريا مكانتها التاريخية والحضارية وهويتها الثقافية الأصيلة التي تتميز بها بين دول العالم خاصة أن المرحلة القادمة هي للبناء والنهوض لإعادة سوريا التي تشبهنا وتشبهها و نؤمن بها موحدة قوية ومتجددة.