المدرج الروماني في درعا البلد شاهد حي على البراعة المعمارية

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:

عرفت مدينة درعا تاريخاً مميزاً وازدهاراً كبيراً على مر العصور، وخلفت الحضارات المتعاقبة عليها إرثاً أثرياً متنوعاً فيها، تميز بالجمالية والإبداع المعماري.

أكد ذلك أمين متحف درعا وائل كيوان خلال حديثه لصحيفتنا الحرية، مبيناً أن موقعها على وادي الزيدي جعل منها مدينة مهمة خلال العصور الحجرية منذ عصر الباليوليت وحتى عصور النيوليت حسب الدراسات والمسوحات التي جرت في ستينيات القرن الماضي، كما شهدت ازدهاراً خلال عصور البرونز الوسيط والحديث، مبيناً أن فترة الازدهار الكبيرة التي عاشتها المدينة كانت إبان العصور الرومانية، والتي أنشئت خلالها معالم أثرية مهمة لها طابع معماري مميز يسر الناظرين، ولاسيما المدرج الروماني والحمامات الرومانية والمعبد المكتشف حديثاً والشارع الرئيسي والمقاطع، كما أن ما يميزها عن الكثير من المدن المعاصرة لها، وجود مدينة تحت الأرض ذات ممرات وغرف ومداخل.

وركز أمين المتحف على المدرج الروماني في حي درعا البلد المسجل على لائحة التراث الوطني منذ عام ١٩٦٨، لافتاً إلى أنه يعدّ من المسارح المتوسطة الحجم بالمقارنة مع المسارح المكتشفة والباقية في منطقة بلاد الشام والتي بنيت خلال العصر الروماني، حيث يبلغ القطر الكلي للمسرح حوالي ٤٣م، وقطر ساحة الأوركسترا حوالي ٢٣م، ويتألف من ١٣ صفاً من أدراج المتفرجين التي تتسع لأكثر من ٢٠٠٠ متفرج.

وأشار إلى أنه تمّ خلال ثمانينيات القرن الماضي استملاك مساحة من الأرض تقدر بحوالي ١٥ دونماً تقريباً بهدف إظهار المدرج الأثري، حيث تلا ذلك أعمال إزالة البيوت المتوضعة على جسم المدرج وبمحيطه، كما جرت أعمال ترميم في بعض أجزاء المدرج ( الكواليس- واجهة المنصة)، ولحقتها أعمال تنقيب وتعزيل أنقاض أثرية معظمها يقع في الجهة الشرقية من مبنى المدرج.

وأضاف: حين تتاح الظروف الملائمة فإن المدرج بمختلف مكوناته يحتاج إلى أعمال ترميم وتأهيل، لإعادته قدر المستطاع إلى حالته الأصلية وإظهاره بالجمالية التي يستحقها، وليكون قبلة للسياح من الداخل والخارج، وحتى استثماره في المجال الثقافي وخاصةً الفعاليات المسرحية ذات الطابع التراثي الشعبي.

Leave a Comment
آخر الأخبار