المدينة الصناعية بالراعي مُولَّدة من رحم الثورة.. واحتضانها مسألة وقت

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ محمد زكريا:
لم تكن الظروف التي مرت بها مراحل تأسيس المدينة الصناعية في مدينة الراعي بالمثالية والطبيعية، حيث رافق تأسيسها الكثير من الأزمات المتلاحقة، فهي بحق ولدت من رحم الثورة، ورغم قساوة تلك الظروف، إلا أن الإصرار والعزيمة على البدء في إنشاء تلك المدينة كان الهدف الأساس لدى القائمين عليها، ولعل التحدي الأبرز الذي واجهته مراحل الإنشاء هو خطورة الظروف التي مرت بها البلاد في تلك المرحلة.

مراحل التأسيس

وفي الجانب الميداني العملي للمدينة، حيث تم التخطيط وتوزيع الأعمال الإنشائية على مرحلتين بمساحة مليون م2 لكل مرحلة، الأولى بدأت بتحديد الموقع وتحديد البنية التحتية وذلك في العام 2020، وفي العام الذي تلاه تم وضع حجر الأساس، والبدء في بناء جزء من المنشآت الصناعية، وفي العام 2022 تم إتمام 60% من كامل خدمات البنية التحتية المتضمنة شبكات- حدائق- كهرباء- ماء، ومع بداية العام الفائت تم الانتهاء بنسبة 95% من أعمال المرحلة الأولى، وبالتالي وصل عدد المنشآت لتلك المرحلة إلى 1384 منشأة، لتبدأ المرحلة الثانية مع نهاية الشهر التاسع من العام الماضي، حيث بلغ عدد المنشآت إلى الآن 150 منشأة، وحسب التقرير الصادر عن إدارة المدينة فإن التكلفة الإجمالية لإنشاء تلك المرحلتين وصلت إلى نحو 400 مليون دولار، ويشير التقرير -الذي حصلت الحرية على نسخة منه- إلى أن عدد العاملين القائمين على رأس عملهم وصل لنحو 14 ألف عامل، في حين المستهدف من اليد العاملة إلى نحو 50 ألف عامل.
فيما أشار التقرير إلى أن حجم الصادرات السنوية وصل إلى نحو 85 ألف طن، فيما يصل حجم الصادرات المستهدفة إلى نحو 500 ألف طن سنوياً، كما يصل عدد المستثمرين إلى نحو 1500 مستثمر منهم نحو 200 مستثمر أجنبي.

هيكلة وانضمام

مدير عام المدينة صلاح الدين شرف أشار إلى أن إدارة المدينة الصناعية في الراعي تسعى إلى إعادة هيكلة المدينة من جديد ضمن الأطر الإدارية والتنظيمية، بغية الانضمام إلى هيئة المدن الصناعية، وأوضح شرف لصحيفتنا “الحرية” أنه بعد التحرير ازداد الطلب على المقاسم في المدينة، لاسيما من المستثمرين الأجانب، حيث تتميز المدينة بموقع مهم، يبعد عن معبر الراعي الدولي 2كم، وعن مدينة حلب نحو 60 كم.
مشيراً إلى وجود عدة مرافق في المدينة منها مدينة خاصة لتنظيم المعارض والمؤتمرات والأسواق الدورية، لدعم الشركات في تسويق منتجاتها، إضافة لمشروع الطاقة الشمسية والذي يهدف إلى تأمين الكهرباء بأسعار منخفضة لدعم الصناعيين.

منشآت متعددة

ونوه شرف إلى أن أبرز المنشآت الصناعية المقامة في المدينة جلها من الصناعات الثقيلة منها، معمل الأسمنت والذي تم إنشاؤه على مساحة 160 ألف م2 يوفر فرص عمل لنحو 400 عامل، إضافة إلى معمل الإسفلت “الزفت”، حيث تم إنشاؤه على مساحة 14 ألف م2، بفرص عمل تقدر بـ200 فرصة، إلى جانب معمل حجر الأرصفة، فضلاً عن معمل لصهر الحديد مساحته 6 آلاف م2، ويعمل فيه نحو 50 عاملاً، ومعمل الشوال وفيه نحو 200 عامل مساحته 6 آلاف م2، كما في المدينة معمل للأدوية البشرية، وتضم المدينة أكثر من 20 شركة شحن داخلية وخارجية، وأكثر من 150 مصنعاً للأحذية، ومصانع الألبسة التي وصل عددها إلى نحو 130 منشأة، مع وجود أكثر من 20 منشأة تعنى بالمصابغ وتطريز الأقمشة، ناهيك عن عدد كبير من المنشآت التي تعنى بالصناعات الغذائية من حليب الأطفال والقهوة والشيبس والطحينة والبسكويت والزيت النباتي وغيرها.

كميات التصدير

يذكر أن أكثر المنتجات التي تم تصديرها في العام الفائت هي الأحذية، حيث وصل التصدير إلى نحو 35 مليون جوز، إضافة إلى تصدير المنتجات الزراعية المعبأة إلى بكمية 41.460 طناً، ووصلت كمية المواد الغذائية المعبأة والمنتجات الزراعية إلى نحو 4.865 طناً، في حين وصلت كمية التصدير من السكائب المعدنية إلى نحو 4.665 طناً فيما كمية المواد والآلات الصناعية وصلت إلى 462 طناً، ووصول كميات المنتجات النسيجية إلى 212 طناً، ومستحضرات التنظيف إلى 105 أطنان.

Leave a Comment
آخر الأخبار