الحرية ـ رحاب الإبراهيم:
تعرضت الثروة الحيوانية في محافظة حماة خلال الفترة الماضية إلى خسائر كبيرة جراء الإصابة بمرض وفيروس الحمى القلاعية، الذي أصبح شبه مطوق تقريباً، بعد الإجراءات التي اتبعها أصحاب المواشي، الذين يعتمدون عليها كمورد رزق أساسي، وسط مطالبات لوزارة الزراعة بمنح الثروة الحيوانية الاهتمام الكافي وتأمين الدعم المطلوب عبر إعطاء اللقاحات السنوية وغيرها من خطوات تحمي الثروة الحيوانية، التي تشكل قطاعاً مهماً للاقتصاد المحلي والأمن الغذائي.
“الحرية” تواصلت مع عدد من المربين، الذين تعرضت مواشيهم من الأبقار والأغنام والماعز للضرر الجزئي أو الكلي عبر خسارة عدد منها وعدم التمكن من إنقاذها بسبب موتها المفاجئ، حيث يؤكد المربي غزال محمد خسارته أكثر من بقرة بسبب هذا المرض رغم مبادرته فوراً لإعطاء أبقاره الأدوية المناسبة رغم غلائها، لكن رغم ذلك كانت الخسارة كبيرة لا تعوض خلال فترة قليلة.
وتؤكد السيدة هيام حسين خسارتها عدداً من رؤوس الماعز رغم اهتمامها الشديد برزقها، كونها تشكل مصدر الدخل الوحيد لها، فهذا المرض المفاجئ كان السبب حسب رأي الطبيب البيطري الذي أحضرته، حيث أعطى مواشيها الأدوية اللازمة واتخذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع معاودة المرض مرة ثانية، مطالبة وزارة الزراعة بمساعدة المربين في حماية الثروة الحيوانية ومنحها اللقاحات السنوية كنوع من التحصين ضد الأمراض المعدية.
عدوى .. وخسائر
“الحرية” تحدثت مع الطبيب البيطري سواح معروف، الذي بين أن إصابة الثروة الحيوانية بمرض الحمى القلاعية بشكل مفاجئ مرده إلى عدوى من مواشي البدو، التي انتشرت في المنطقة مؤخراً، مشيراً إلى وقوع خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الإصابة بالشكل الحشوي للمرض وهو ظاهرة القلب الجاسئ، موضحاً أن العلاج هو فقط “بالأوكسي تتراسكلين وخافضات الحرارة” لكن كان لابد من إيجاد مضاد حيوي قادر على تطويق الإصابة الثانوية، وكان ذلك في غاية الصعوبة نتيجة الإضطرار إلى تجربة عدة أصناف للوصول إلى مضاد حيوي مناسب، مشيراً إلى أن المضادات الحيوية تفاوتت مدى قوتها في تطويق المرض حسب قدرة الحيوان ذاته للاستجابة وحسب مناعته.
تحذيرات للوقاية…؟!
ويشدد الطبيب البيطري معروف أن التحصين ضد المرض أهم عامل في مواجهة المرض وخاصة في الشهر الأول والثاني من العام، ويتبع ذلك مناعة الحيوانات ضد المرض فهو يختلف من حيوان لآخر، إما عن طريق التخفيف من حدة انتشاره بعزل الحيوانات المصابة عزلاً تاماً من حيث الإيواء والأكل والمشرب، وحتى دخول وخروج المربي إليها، فالعدوى تنتقل عن طريق الأيدي والأرجل والإفرازات التنفسية واللعاب.
وإما الابتعاد عن المراعي الموبوءة وعدم شراء أي حيوان من مناطقها، أو يشك بأنها مصابة أو لم تحصل على لقاح الحمى القلاعية.
شبه مطوق
وبين الطبيب البيطري سواح معروف أنه بعد اتخاذ العلاج المناسب لمواجهة الفايروس لم نعد يسمع في المنطقة بحالات جديدة بعد تطويقه وتلقيح معظم القطعان، لكن يجب الإنتباه إلى أن المرض حينما يأتي بشكل حشوي لعضلة القلب، وهذا الأمر، الذي يحصل دون أعراض مفاجئة يسبب خسائر، أما الشكل القلاعي، الذي يمكن وصفه بالنوع اللطيف فيتم تطويقه وعلاجه.
تحصين بالتلقيح
ولفت الطبيب البيطري المعروف إلى تكبد المربين خسائر كبيرة جراء إصابة الثروة الحيوانية بهذا الفايروس، لإنقاذ مواشيهم، التي لم يخسروها فجأة بسبب المرض، حيث تراوح ثمن علبة المضاد الحيوي الواحدة حسب مصدره ونوعيته بين ٥٠٠ إلى ٧٠٠ ألف ليرة، وهي تشكل رقماً كبيراً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة هذه.
وشدد المعروف على أن منع ظهور هذا المرض المضر بالثروة الحيوانية، يتطلب قيام الدولة ممثلة بوزارة الزراعة بحمايتها وتحصينها بالوقاية عبر التلقيح السنوي في التوقيت المحدد.
لا ضرر
وأكد في ختام حديثه على نقطة مهمة هي أن المواشي طالما تلقت العلاج المناسب فلا يشكل تناول مشتقات الألبان والأجبان أي ضرر على صحة الإنسان وسلامته.