الحرية – علام العبد
حوادث مفجعة مؤلمة تشهدها المناطق التي تكثر فيها المسابح الخاصة وذهب ضحيتها يافعون وأطفال من جراء غرق هؤلاء في تلك المسابح التي تحولت لمتنفس مهم للكثيرين وباتت تؤجر للعائلات القادمة من المغترب حيث توفر لهم فرصة للاستمتاع بالسباحة واللعب في المياه بعيداً عن زحمة المدن والأماكن العامة المزدحمة وحر الصيف، ومع ذلك يجب الانتباه إلى بعض الأمور المهمة المتعلقة بالسلامة والنظافة عند استخدام المسابح الخاصة لضمان قضاء وقت ممتع وآمن.
هذه المآسي من غرق الأطفال واليافعين تعيد إلى الواجهة ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الحوادث المؤلمة التي تشهدها مختلف مناطق الاصطياف في سوريا خلال موسم الصيف، إذ تتحول لحظات الاستجمام والفرح إلى مآسٍ تُخيم بظلال الحزن على أسر بأكملها، فقط بسبب لحظة غفلة أو ضعف في إجراءات السلامة.
وفي وقت تتوافد فيه العائلات على الشواطئ والمسابح الخاصة والعامة هرباً من درجات الحرارة المرتفعة، تتزايد المخاطر المرتبطة بحوادث الغرق، خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين الذين يفتقرون أحياناً إلى مهارات السباحة، أو يجدون أنفسهم في فضاءات غير مؤهلة بالكامل من حيث شروط الحراسة والوقاية.
وتطرح، مع تكرار هذه الحوادث، أسئلة كثيرة حول مدى نجاعة أنظمة الإنقاذ والمراقبة بالأماكن الترفيهية، ودور الأسر في التحلي باليقظة والمسؤولية أثناء اصطحاب أبنائهم إلى المسابح أو الشواطئ، خصوصاً أن دقائق معدودة قد تكون كفيلة بتحويل يوم صيفي عادي إلى فاجعة يصعب نسيانها.
ولعل ما يجعل هذه الوقائع أكثر إيلاماً هو أنها تتكرر كل صيف تقريباً، من دون اتخاذ إجراءات كافية لتفاديها، سواء من حيث
التوعية المستمرة وسط المواطنين، واختيار موقع مناسب للمسبح بعيداً عن مصادر التلوث والازدحام ، والاهتمام بصيانة المسبح بشكل دوري لضمان سلامته ونظافته لتجنب أي مشاكل صحية أو حوادث غير مرغوب فيها.
في نهاية المطاف، يبقى الحرص المشترك من جانب الأسر والجهات المسؤولة كالبلديات والصحة عن تدبير الفضاءات المائية، هو السبيل الأمثل للوقاية من هذه الحوادث المميتة التي تُطفئ ضوء الفرح في عيون كثيرة، وتستبدله بحزن ثقيل لا يطاق..