الحرية – لوريس عمران:
تستقطب المسابح العامة والخاصة في محافظة اللاذقية أعداداً متزايدة من الأهالي الباحثين عن ملاذ من حرارة الصيف المرتفعة والرطوبة العالية، ولا سيما في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
ومع تحول هذه المنشآت المائية إلى وجهة رئيسية للترفيه والاستجمام العائلي، تتصاعد المخاوف بشأن المخاطر الصحية المحتملة التي قد تنجم عن استخدامها، وعلى رأسها احتمالية انتقال الأمراض المعدية.
هذا الإقبال المتزايد يضع الجهات المعنية أمام مسؤولية كبيرة لضمان تطبيق معايير صارمة للنظافة والتعقيم، بما يحفظ سلامة وصحة الجمهور.
بيئة خصبة
وفي هذا السياق، أكد رئيس قسم الداخلية في مشفى جبلة، الدكتور إدريس سليمان على أهمية الالتزام بالبروتوكولات الصحية في إدارة وتشغيل المسابح.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة “الحرية”، أن البيئة المائية في المسابح تعتبر بيئة خصبة لانتقال العديد من الميكروبات والفيروسات، وعلى رأسها فيروس التهاب الكبد A، إذا لم تخضع لمعايير تعقيم دقيقة ومستمرة، وقد نرصد بالفعل حالات إصابة قد تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بالاستخدام غير الآمن للمسابح.
يستوجب تدابير وقائية
وأشار د. سليمان إلى أن التهاب الكبد A خطر كامن يستوجب تدابير وقائية مُحكمة. حيث يُعد فيروس التهاب الكبد A من أبرز المسببات للأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة في البيئات الترفيهية المائية. وينتقل هذا الفيروس بشكل أساسي عن طريق التلوث (البرازي الفموي)، وهو ما يستدعي تطبيق إجراءات وقائية صارمة تضمن عدم وصول الملوثات إلى مياه المسابح والحفاظ على جودتها.
مبيناً أن هناك تقارير غير رسمية من مصادر طبية محلية في اللاذقية رصدت حالات إصابات بالتهاب الكبد A خلال الموسم الصيفي الماضي، ما يؤكد ضرورة تفعيل آليات الرقابة الصحية وتوعية الجمهور بالمخاطر المحتملة.
وأكد د. سليمان أنه إلى جانب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، يمكن أن تشكل المسابح بيئة مناسبة لانتقال مجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى، بما في ذلك الأمراض المعوية، كـ«التيفوئيد والجيارديا والكريبتوسبوريديوم»، والتي تنتقل عبر ابتلاع مياه ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات المعوية. أيضاً الأمراض الجلدية، وتشمل الطفح الجلدي والالتهابات الفطرية والبكتيرية التي قد تنجم عن عدم كفاية معالجة المياه أو عدم الالتزام بقواعد النظافة الشخصية.
ضرورة تكثيف حملات التفتيش
يُشدد المختصون في القطاع الصحي بمحافظة اللاذقية على ضرورة قيام الجهات الرقابية المعنية، وعلى رأسها مديرية الصحة والبلديات، بتكثيف حملات التفتيش الدورية والمفاجئة على المسابح لضمان التزامها بالمعايير الصحية والفنية. ويتضمن ذلك فحص جودة المياه بشكل منتظم، والتحقق من كفاءة أنظمة التعقيم والترشيح، ومراقبة مصادر المياه المستخدمة في تعبئة المسابح.
دور حيوي لحملات التوعية
بالتوازي مع ذلك، يؤكد الدكتور سليمان على الدور الحيوي لحملات التوعية العامة في تثقيف المواطنين حول كيفية الاستخدام الآمن للمسابح وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض. وتشمل الإرشادات الأساسية: الامتناع التام عن ابتلاع مياه المسبح والحرص على الاستحمام بالماء والصابون قبل وبعد النزول إلى المسبح، وأيضاً تجنب ارتياد المسابح في حال ظهور أي أعراض مرضية، وخاصة الإسهال أو الأعراض التي قد تشير إلى التهاب الكبد. بالإضافة إلى توعية الأطفال بأهمية النظافة الشخصية وعدم التبول أو التبرز في مياه المسبح والتأكد من نظافة المرافق الصحية الملحقة بالمسابح.