الحرية – آلاء هشام عقدة :
جاءت مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض 2025 لتشكل، حسب مراقبين، علامة فارقة في مسار إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، ونقطة تحول نحو شراكات اقتصادية حقيقية تعيد رسم المشهد الاستثماري في البلاد، وأن عملية إعادة الإعمار لم تعد مجرد خطة على الورق بل أصبحت حركة واقعية، حيث إن اجتماعات الرياض ستؤسس لشركات جديدة ومشروعات حقيقية وتغيرات على أرض الواقع.
وأكدت الدكتورة مريم عبد الحليم من كلية الاقتصاد – جامعة اللاذقية، في تصريح خاص لـ “الحرية”، أن مشاركة سيادة الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له في الرياض، تعد نقطة تحول مهمة في الساحة السورية، إذ تفتح آفاق تبادل الآراء والخبرات الهادفة لجذب الاستثمارات في البيئة السورية، التي من شأنها تقوية رأس المال المعرفي، الذي يعد المؤثر الأهم في تحقيق الاستدامة.
وأشارت إلى إمكانية توجيه الاستثمارات الوافدة نحو القطاعات الملائمة، التي من شأنها رفع مستوى الاقتصاد السوري، وتحويله من اقتصاد مغلق إلى اقتصاد منفتح على كافة الدول المتقدمة، إضافة إلى تأسيس شراكات فاعلة تنعش المناخ الاستثماري ، من خلال وضع رؤية استراتيجية منسجمة مع متطلبات التطور العالمي، في مجالات الطاقة والتحول الرقمي والخدمات اللوجستية.
وتابعت د. مريم: لا يمكن تجاهل دور هذه الشراكات في تقليص البطالة وتنمية الموارد البشرية، وهي دليل واضح على الاستقرار الذي تشهده سوريا في هذه المرحلة، كما أن مثل هذه اللقاءات ستثمر حتماً في دعم الاقتصاد السوري من خلال اندماجه بالاقتصاد الخليجي والعربي، وفتح آفاق شراكات عربية تدفع عجلة الاقتصاد والتطور نحو الأمام، ناهيك بإمكانية الاطلاع على أدوات التمويل للمشاريع الاستثمارية واختيار أفضلها.
تعكس مشاركة الرئيس أحمد الشرع في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، توجه سوريا نحو مرحلة اقتصادية أكثر انفتاحاً وتفاعلاً مع محيطها العربي والدولي، ما يشكل خطوة استراتيجية في طريق إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس عصرية ومستدامة.