وجهاً لوجه عمالقة اقتصاد العالم…أمام المشاريع الاستثمارية السورية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

لم تكن ولادة سوريا من جديد باليسيرة، حيث استمر المخاض العسير، لقرابة 14 عاماً تخلله دمار شبه كامل للبنى التحتية، وحصار خانق نفذته عصابات النظام البائد، إلى أن تم التحرير، حيث بدأت الانطلاقة بمختلف الاتجاهات دون توقف، البداية كانت عودة العلاقات الإيجابية مع الدول العربية والإقليمية والدولية، مروراً بفك العقوبات وإلغاء قانون قيصر، وصولاً إلى مشاركة سوريا في أهم المحافل الاقتصادية العالمية والمتمثلة في ملتقى مبادرة مستقبل الاستثمار.

ملاقاة للتطورات العالمية

عضو جمعية العلوم الاقتصادية الدكتور سلمان صبيحة أشار إلى أن هذا الملتقى يُعد منصة عالمية رائدة تجمع قادة الفكر والمستثمرين وصناع القرار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف كيف يمكن للاستثمار أن يقود مستقبلًا مزدهرًا ومستدامًا، ويطلق العنان للإمكانات الكاملة للبشرية.
موضحاً أن جلسات الملتقى المعلنة ستتناول موضوعات حيوية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وتكوين الثروة في ظل تزايد عدم المساواة، والآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، إلى جانب استراتيجيات تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، وبالتالي فإن سوريا  تعول على الاستفادة من هذه الطروحات، وهنا تأتي أهمية المشاركة السورية بهذا الملتقى الاقتصادي العالمي وخاصة بعد حرب مدمرة مؤكداً أن سورية  تسعى من خلال هذه المشاركة، لملاقاة التطورات العالمية، ولتؤكد أيضا أنها قادرة على أن تبدأ من حيث  انتهى الآخرون، وان لديها القدرة والكوادر البشرية الخبيرة والمدربة ما يكفي للإقلاع  من جديد بكل ثقة  نحو المستقبل، وذلك  بعقلية جديدة ديناميكية منفتحة على الجميع ومستفيدة من كل التجارب العالمية.
مشيراً إلى ان الوفد السوري المشارك في هذا الملتقى، لن يكتفي بالاطلاع على تجارب الدول والشركات العالمية في المجال الاقتصادي والاستثماري فقط، بل سيطلعهم أيضاً على الوضع الاقتصادي السوري والفرص الاستثمارية الكبيرة الموجودة لإعادة إعمار سوريا وما يرافقها في كل المجالات، وخاصة بعد رفع العقوبات وإلغاء قانون قيصر.

لقاء مع عمالقة الاقتصاد

وبين صبيحة لصحيفة “الحرية” أن المشاركة السورية في هذا الملتقى  سيكون لها أهمية كبيرة  أيضاً في فتح آفاق للعمل الاقتصادي بكل أنماطه وأشكاله، والاستفادة من خبرات المشاركين في الملتقى، ولاسيما السعودية وإمكانياتها الضخمة في المساعدة في إعادة الإعمار وضخ الاستثمارات السعودية العملاقة في السوق السورية الواعدة، لما فيه من فائدة ومصلحة للبلدين وللشعبين الشقيقين، كما أن هذه المشاركة واللقاء مع عمالقة الاقتصاد والمال والأعمال في العالم على أرض المملكة، سيؤسس لعلاقات اقتصادية واستثمارية مفتوحة ويضع القواعد المتينة للعمل المشترك لمواجهة أي تحديات على المستوى الإقليمي أو التحديات الاقتصادية العالمية.
مع الإشارة إلى أن السعودية من أوائل الدول التي سجلت حضورها الاستثماري في سوريا، إذ زار في الشهر السابع من العام الحالي وفد استثماري سعودي يرأسه وزير الاستثمار، ونحو 120 مستثمراً سعودياً، حيث تم توقيع أكثر من 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل نحو 11 قطاعاً، قيمتها تجاوزت 6.4 مليارات دولار ، حيث شملت الاتفاقيات الموقعة 47 مشروعاً استثمارياً في قطاعات حيوية، تشمل المجالات العقارية، والبنية التحتية، والمالية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والصناعة، والسياحة، والتجارة والاستثمار، والصحة، وغيرها.

ربط سكك دمشق بالمدينة المنورة

ونوه صبيحة بأهمية إعادة إحياء خط النقل الحديدي الذي كان يربط دمشق بالمدينة المنورة، لما لهذا الخط من رمزية، علماً أنه لاتزال لدينا في سوريا مؤسسة تاريخية عريقة تعمل حتى الٱن اسمها “مؤسسة الخط الحديدي الحجازي “، ويمكن بجهود مشتركة من الجانبين إعادة تفعيل الخط وتسييره من جديد، لما يمثله من أهمية تاريخية وسياحية واقتصادية كبيرة، تربط ثلاث دول شقيقة مع بعضها البعض هي سورية والأردن والسعودية.

تحويل الرؤى إلى استراتيجيات

يذكر أن المؤتمر يحضره، ٢٠ رئيس دولة ومنهم السيد الرئيس أحمد الشرع، و٤٠ وزيراً، إضافة إلى العديد من المدريرين التنفيذيين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي والاستثماري، ويستقطب المؤتمر أكثر من 8 آلاف مشارك ، و650 متحدثاً بارزاً من خلال 250 جلسة حوارية؛ ما يُعزّز مكانة الرياض كمركز عالمي رائد يجمع القياديين والمبتكرين من مختلف دول العالم لتحويل الرؤى إلى استراتيجيات عملية تُشكّل مستقبل الاستثمار، وبحسب المنظمين والقائمين على المؤتمر فإن   FII9 سيتناول المفارقات التي تقف في طريق التقدم: “تجزئة الابتكار”، وكيف يدفع التقدم التكنولوجي والسياسي النمو ولكنه يخلق تحديات غير مقصودة؛ وكيف تفتح الاختراقات في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الفرص بينما تقدم عقبات تنظيمية وأخلاقية؛ وكيف تعوق التوترات الجيوسياسية وتفاوت الموارد الاتصال العالمي.

Leave a Comment
آخر الأخبار
وزير الاقتصاد والصناعة يشارك في لقاء النخب السورية بالسعودية لتعزيز التعاون الاقتصادي فضيحة مالية تهز حلب..  جمعية استهلاكية تشغل مبنى حكومي 10 سنوات بدون عقد رسمي أو إيجار وتتحول إلى مر... سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار.. استثمار ذكي لعلاقات سياسية متوازنة "الصحة" تدقق أسس تسجيل الشركات المنتجة للمستحضرات الصيدلانية غير الدوائية الاستيرادية وجهاً لوجه عمالقة اقتصاد العالم...أمام المشاريع الاستثمارية السورية رئيس اتحاد غرف التجارة  يبحث مع مجلس الأعمال السوري التركي تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي مشاركة سوريا بمؤتمر  مبادرة مستقبل الاستثمار  مقدمة لاقتصاد متطور عبر بوابة عربية اتحاد كرة القدم يعلن قبول أوراق قائمتي فراس تيت وجمال الشريف ويرفض القوائم الباقية التنسيق مستمر بين (صحة) اللاذقية ومنظمة الصحة العالمية لمواجهة التهاب الكبد A في رأس العين اللاذقية تحصي سيارات الأجرة من خارج المحافظة لتنظيم الحركة