المشاريع الزراعية الأسرية طوق نجاة للعائلات الريفية محدودة الدخل.. وتوسيعها رهن الدعم

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- رحاب الإبراهيم:

في وقت تضغط الظروف المعيشية الصعبة على الأسر الريفية في محافظة حماة، برزت خلال الفترة الماضية العودة إلى الاهتمام بالأراضي المهملة منذ سنوات، والمبادرة إلى زراعة محاصيل زراعية من قبل هذه العائلات تكفيها ذاتياً، بغية التخفيف من الأعباء المادية الثقيلة في ظل ضعف القدرة الشرائية.

طوق نجاة

الزراعات المنزلية التي تبدو اليوم أشبه بطوق نجاة لمحدودي الدخل، لا تزال تدور في نطاق ضيق، تتركز على زراعة مساحات صغيرة بمحاصيل تحتاجها العائلات في حياتها اليومية، كزراعة البندورة والباذنجان والفاصولياء والخيار والفليفلة وغيرها.

وهنا تبيّن ميساء حسن أم لثلاث بنات لصحيفة “الحرية”: في ظل عدم تواجد موارد للدخل وصعوبات المعيشة المتزايدة، قررت التوجه إلى زراعة الأرض الموجودة قرب بيتي بمحاصيل أحتاجها في إعداد مأكول أولادي بدل شرائها بأسعار مرتفعة لا نقدر على تأمينها، وهذا أمر جيد.

لكن صعوبة تأمين المياه اللازمة للسقاية تحول دول التوسع في زراعتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها بالتدريج.

يتفق معها غازي ملحم، أب لخمسة أولاد وفقد مصدر دخله بقوله: الاهتمام بالأرض هو من أنقذنا من شبح الفقر وحاجة الناس، حيث عمدت إلى زراعتها بمختلف أصناف الخضر على نحو يكفي أسرتي ويقلل من حاجتي للشراء من المحال التجارية، لكن ذلك قطعاً لا يمر من دون صعوبات، وخاصة في ظل نقص المال لشراء احتياجات الزراعة وتوسيع هذا المشروع المنزلي.

خطوة مهمة

الخبير التنموي أكرم عفيف اعتبر أن الاهتمام بالمشاريع الزراعية الأسرية خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف الضغوط المعيشية، حيث تعد بديلاً جيداً يمكّن الأسر مثلاً من تأمين مؤونتها بعد ضعف قدرتها على تحقيق ذلك بسبب ضعف قدرتها الشرائية. فاليوم مثلاً يباع الثوم بين ٦ إلى ٨ آلاف ليرة، لا تقدر العائلات على شراء عشرين كيلو منه للمؤونة، كما كانت تفعل سابقاً، وتكتفي بكيلو أو اثنين، بالتالي يمكن في حال توسيع المشاريع الأسرية تأمين احتياجاتها من هذه المادة وغيرها.

خطوات للتدعيم

ورغم تشديد الخبير عفيف على أهمية هذه الخطوة وضرورة توسيعها، لكن ذلك تعترضه صعوبات تحول دون تحقيق هذا الهدف المهم، كمشكلة الجفاف وعدم الاستقرار وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يفرض اتخاذ خطوات عديدة لتدعيم وتوسيع نطاق المشاريع الزراعية الأسرية عبر مساعدة الجمعيات الخيرية والتنموية وغيرها من جهات لأصحاب هذه المشاريع، من خلال تقديم الشتول بأسعار مناسبة وتأمين قروض صغيرة لحفر الآبار اللازمة لسقاية هذه المحاصيل.

Leave a Comment
آخر الأخبار