التوحد رحلة عذاب للطفل وأهله

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:

تشهد نسبة الإصابة بالتوحد ارتفاعاً ملحوظاً، وسورية ليست بمعزل عن هذا الانتشار، لكنها تواجه تحديات فريدة من نوعها جراء سنوات من الحرب والأزمة الإنسانية المستمرة و التوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة نمائية عصبية تؤثر على التواصل، التفاعل الاجتماعي، وسلوك الفرد و على مستوى العالم

مهارات التواصل

وترى الاختصاصية النفسية مها تقي الدين أنّ التوحد يظهر في السنوات الثلاث الأولى من الحياة ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل إذ عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي، وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية إذ تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي، ولفتت تقي الدين أنه لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة وشاملة عن عدد المصابين بالتوحد في سورية.

ضعف النظام الصحي

ويعود ذلك إلى ضعف النظام الصحي حيث أدت الحرب وما قام به النظام البائد من استهداف للقطاع الصحي ومؤسساته إلى تدهور كبير في البنية التحتية للرعاية الصحية بما في ذلك مراكز التشخيص المتخصصة إضافة إلى نقص الوعي المجتمعي، ولا يزال هناك جهل كبير بعلامات التوحد المبكرة، حيث غالباً ما يُفسر سلوك الطفل على أنه “خجل” أو “عناد” أو حتى نتيجة “حسد”.

اختصاصية نفسية: نقص المراكز والمتخصصين أبرز الصعوبات

وبينت تقي الدين أنّ الكثير من الأسر تخشى من تسمية طفلها بـ “متوحد” بسبب الخوف من نظرة المجتمع، ما يؤدي إلى إخفاء الحالة وتأخر طلب المساعدة.

أرقام وإحصاءات

بناءً على الإحصاءات العالمية (التي تشير إلى إصابة طفل من بين كل 36 طفلاً تقريباً)، يمكن تقدير أن عدد الحالات في سورية مرتفع ويصل إلى عشرات الآلاف على أقل تقدير. ومعظم هذه الحالات غير مشخصة رسمياً ولا تحصل على الدعم المناسب.

التحديات

وحددت تقي الدين التحديات التي تواجه الأسر والمرضى أبرزها • صعوبة التشخيص لقلة وجود مراكز متخصصة فقط في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب، وتكون تكلفته مرتفعة بالنسبة لمعظم الأسر وارتفاع تكاليف العلاج كون عدد المراكز التي تقدم جلسات علاج نطق، علاج وظيفي، وتحليل السلوك التطبيقي (ABA) قليلاً جداً، وتكلفتها الشهرية باهظة تتجاوز قدرة الأسر المتوسطة، وأضافت أن الوضع الاقتصادي المتردي يلعب دوراً كبيراً في توفير العلاج الأساسي غير الجلسات الخاصة، التي باتت أمراً شبه مستحيل للكثيرين ولم تنفِ تقي الدين تسرب العديد من الكوادر المدربة في الكشف عن التوحد وهجرة الكثير من الأطباء والاختصاصيين النفسيين والمعالجين المؤهلين خلال الحرب ما خلق فجوة كبيرة في الخدمات منوهة بأن التوحد في سوريا هو قضية صحية واجتماعية ملحة تتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً. لا يمكن فصل معاناة أطفال التوحد وأسرهم عن الواقع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد.

إصابة طفل من كل 36 طفلاً

طرق العلاج والتدخلات المتاحة

على الرغم من التحديات الكبيرة ترى تقي الدين أنه توجد جهود فردية وجمعيات أهلية تحاول سدّ جزء من الفراغ وتقوم بالعلاج بالاعتماد على العلاجات السلوكية والتربوية و تحليل السلوك التطبيقي (ABA) اذ يُعدّ من أكثر الطرق فعالية، ويهدف إلى تعزيز المهارات المرغوبة وتقليل السلوكيات غير المرغوبة توجد عيادات خاصة تقدمه ولكن بتكلفة عالية.وهناك برنامج تيتش (TEACCH)و يركز على تنظيم البيئة التعليمية باستخدام الجداول البصرية لمساعدة الطفل على الفهم إضافة إلى العلاجات النطقية واللغوية لمساعدة الطفل على تطوير مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي و العلاج الوظيفي لمساعدة الطفل على تطوير المهارات الحركية الدقيقة والكبرى ومهارات الحياة اليومية مثل الأكل وارتداء الملابس. وتقديم الدعم الدوائي كونه لا يوجد دواء لعلاج التوحد نفسه ولكن يمكن للأطباء وصف أدوية للمساعدة في السيطرة على أعراض معينة مثل فرط النشاط، نوبات الغضب، أو القلق وأشارت إلى أهمية تدريب الأسر ودعمها فقد بات تمكين الأسرة وتدريبها على إستراتيجيات التعامل مع طفلها هو حجر الزاوية في التحسن خاصة في ظل ندرة المراكز المتخصصة علماً أن بعض الجمعيات تقوم

Leave a Comment
آخر الأخبار