الحرية- عمران محفوض :
ينسل السوريون خيوط ذاكرتهم من تاريخ معرض دمشق الدولي القادم إليهم من خلف ركام الحرب إلى وسط ساحات الحرية والتعافي وإعادة إعمار بلدهم ليكون أفضل لهم ولأطفالهم.
يومان.. وتطلق دمشق صافرة البداية لفعاليات الدورة الـ62 من معرضها، بحلة جديدة تؤكد عزم الحكومة على الدفع بعجلة التعافي الاقتصادي نحو الأمام، وتبث رسائل عدة للمستقبل الموعود، عبر أجنحته المنظمة بإتقان، ومساحاته المجهزة لعرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، وأحدث ما أنتجته المكننة العالمية من آلات صناعية ومعدات خدمية، إضافة إلى تقنيات الترويج لمئات الأصناف والماركات لمنتجات محلية وعربية وأجنبية أتت بها شركات تمثل عشرين دولة للمشاركة بفعاليات معرض دمشق الذي أثبت على مدى عقود أنه خير منصة اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
رسائل بعضها مباشرة، وأخرى غير مباشرة، إلّا أن مضمونها واحد وهدفها أو أهدافها وطنية جامعة ترمي إلى إيصال صورة سوريا الواحدة الموحدة إلى جميع أنحاء العالم، وذلك بعد رصد الإمكانيات والموارد الكافية ليكون معرض دمشق الدولي بدورته القادمة..
– صورة حقيقية عن الاقتصاد السوري، وتوجهه الجديد، وتعبيراً واضحاً عن سوريا الحرة الجديدة.
– بوابة الانفتاح على العالم ولبنة أساسية في بناء اقتصاد سوري قوي وقادر على المنافسة.
– منصة لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري، ونافذة للصناعيين ورجال الأعمال السوريين على الأسواق العالمية.
– مساحة للتفاوض والتنافس تحت سقف واحد للفوز بأكبر عدد من الصفقات التجارية وإبرام عقود استيراد وتصدير بمليارات الدولارات، خاصة وأن السوق السورية واعدة لتحقيق مكاسب مالية جيدة لرجال الأعمال العرب والأجانب.
– مهرجاناً للاحتفال واستعادة لحظات الفرح التي عاشها السوريون خلال دورات المعرض السابقة على اختلاف أماكن إقامتها؛ سواء في مدينة المعارض القديمة وسط العاصمة؛ أو بعد انتقالها في عام ٢٠٠٣ إلى طريق المطار، فالمكان والزمان لم ولن يقللا من فرحة القادمين من جميع المحافظات لحضور فعالياته في الأيام القادمة.
كل الكلمات؛ والعبارات مهما كانت معانيها جميلة، ومفرداتها معبّرة لا تختصر لحظة واحدة لمواطن قضى يومه في ثنايا معرض دمشق الدولي متفرجاً على معروضاته المميزة؛ أو متنزهاً في باحاته الواسعة يراقب حركات نوافيره المميزة، وينظر إلى ملامح وجوه زواره المغمورة بالسعادة، أو حاملاً سلعة اشتراها لتكون رفيقة ذكرياته إلى المعرض التالي، في هذه اللحظة، التي كتب لها أن تُعاد، يبقى الكاتب عاجزاً عن نقل الصور الحقيقية لهذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية في آن معاً، بل وينطبق في هذه الحالة الفريدة ترداد تعبير “الشوف مو متل الحكي”، تماماً كأن المعرض صندوق عجائب عابر للزمان والمكان، ولكن بأشكال جديدة، ومشاهد حديثة تناسب سوريا الحرة، ليكون بحلته الفريدة خير معبر عن أحوالنا وأقوالنا اليوم؛ وغداً؛ في رسم أفضل مستقبل لجميع السوريين.