المفرقعات قنابل موقوتة تفسد الأعياد وحياة الأطفال

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- بشرى سمير:

تشهد الأسواق السورية انتشاراً واسعاً لبيع المفرقعات والألعاب النارية، مع اقتراب الأعياد والمناسبات، رغم التحذيرات المستمرة من خطورتها على السلامة العامة.
وعلى الرغم من منع بيعها قانونياً، إلا أن الظاهرة تتفاقم، مستهدفة الأطفال والمراهقين، وسط غياب الوعي الكافي حول أضرارها الصحية.

في جولة لصحيفة الحرية على بعض الأسواق الشعبية في دمشق، كالحريقة وسوق الهال، وجدنا العديد من الباعة يبيعون المفرقعات علناً، رغم التأكيدات الرسمية على منع تداولها.
أحد البائعين ذكر أن المفرقعات بالنسبة لهم مصدر رزق مربح في الأعياد، والإقبال عليها كبير رغم ارتفاع الأسعار. وأضاف: نحاول بيع الأنواع الأقل خطورة، لكن الأطفال يطلبون القوية منها، مثل “الكبسولات” و”الصواريخ و«الفتيش»  التي تصدر أصواتاً مدوية.

إصابات خطيرة

الدكتور عمار الحسين، اختصاصي الجراحة التجميلية، كشف لنا حجم الكارثة التي تخلفها هذه الألعاب القاتلة. قائلاً: في كل عيد نستقبل عشرات الحالات الناتجة عن انفجار المفرقعات في أيدي الأطفال، بعض الإصابات طفيفة، لكنها قد تصل إلى حروق من الدرجات الخطيرة، وتشوهات دائمة، بل وحتى فقدان أصابع وأعين. والمشكلة أن الأهل يتعاملون مع الأمر باستخفاف، ما يزيد من احتمالية أن هذه الألعاب تخفي خلفها أرقاماً صادمة.
وحسب الدكتور  الحسين، هناك  73% من إصابات الأعياد مرتبطة بالمفرقعات، وفق إحصائية حصرية لوزارة الصحة لعام 2023.

مضيفاً: إن أقسى الحالات التي تردنا في الأعياد هي حروق الوجه والعينين، وبعض الأطفال يفقدون البصر بسبب شظايا المفرقعات، وهناك آخرون يحتاجون لترميم جلدهم عبر عمليات متكررة تكلف ملايين الليرات.
ولفت إلى أنه تم العام الماضي تسجيل  1200 إصابة بسبب المفرقعات خلال عيد الفطر وهناك %30 من المصابين هم أطفال تحت 12 عاماً.

وأضاف: المشكلة أن معظم المفرقعات غير مطابقة للمواصفات، وتباع دون رقابة، ما يجعلها أكثر خطورة، وتسبب ذعراً بين المواطنين، وخاصة في هذه الظروف التي نعيشها. وضبط هذه الظاهرة بات ضرورة ملحة، لكن الأمر يتطلب تعاون الأهالي وعدم تشجيع الأطفال على شرائها  وتطبيق عقوبات صارمة بحق تجار المفرقعات ومنع استيرادها وبيعها بشكل نهائي.

ونوه بأهمية تكثيف التوعية الأسرية والإعلامية بمخاطر هذه الألعاب على صحة الأطفال وأمان المجتمع، وتفعيل الرقابة الصارمة على الأسواق، وإغلاق المحال المخالفة التي تبيع هذه المواد، وإيجاد بدائل آمنة كالألعاب الضوئية والاحتفالات المنظمة التي تعوض الأطفال عن المفرقعات، والتنبيه إلى خطورة الإصابات التي تهدد الأطفال، والتي تترتب عن انتشار هذه الألعاب.
وأضاف: يبقى الحل بيد المجتمع ككل، بدءاً من الأهالي الذين يجب أن يمنعوا شراء هذه المواد، وصولاً إلى  الجهات الأمنية والصحية التي يجب أن تبذل جهوداً مضاعفة لمنع انتشارها. فالأعياد مناسبات للفرح لا للحزن والبكاء على إصابات  كان يمكن  تفاديها.

من جانبه، بين مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن هناك حملات مكثفة لضبط هذه الظاهرة، إلا أن التهريب وانتشار الأسواق العشوائية يجعلان السيطرة عليها أمراً صعباً.

Leave a Comment
آخر الأخبار