الحرية -إلهام عثمان:
على الرغم من نكهته المميزة في الأطباق اليومية التي تعدها معظم ربات البيوت, وكيف لا.. وهو يعتبر عنصراً هاماً يصعب الاستغناء عنه في المطبخ, إلا أن الملح الصيني يعتبر من أكثر المنكهات المثيرة للنقاش والجدل في عالم التغذية، فهو معروف علمياً باسم غلوتمات أحادية الصوديوم (MSG)، إذ يُستخدم بشكل واسع كمُنكّه لتعزيز نكهة الأطعمة، ويدخل في صناعة العديد من المنتجات المعلبة، والشوربات الجاهزة، واللحوم المعالجة, يُنتج عادة من حمض الغلوتاميك، وهو حمض أميني طبيعي لا يستطيع الجسم تصنيعه بمفرده ويجب الحصول عليه من مصادر خارجية, ويتخذ شكلًا من مسحوق أبيض ناعم، يشبه إلى حد كبير ملح الطعام.
وهنا أوضحت خبيرة التغذية عبير عبيدي ومن خلال حديثها لصحيفتنا الحرية, أنه رغم انتشار الاستخدام الواسع للملح الصيني, إلا أن تناوله يرتبط بعدة أضرارا منها تورم في الحلق واللسان ، فرط النشاط , الصداع، الحكة، وهي أعراض تعود غالباً إلى استهلاك كميات مفرطة منه.
لافتة إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن كثرة استخدامه تحفّز إنتاج الشوارد الحرة التي تضر الجسم، وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل القلب، والسكر، والسرطان, ورفع ضغط الدم، كما يُساهم في متلازمة الأيض، ويؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، والدوار، والضعف العام.
فوائده
وفي مقابل ذلك، يثار سؤال حول ما إذا كان استهلاك الملح الصيني، ضمن الحد المعتدل، هل له نفس الأضرار! خاصة أن له بعض الفوائد التي قد تهم صحة الإنسان, وهنا تضيف عبيدي: أن استخدام كميات قليلة منه يُساعد على تقليل كمية الصوديوم المستخدمة في الطهي بنسبة تتراوح بين 20 إلى 40٪، بفضل نكهته القوية التي تجعله بديلاً فعالاً للملح التقليدي، ما يساهم في حماية القلب أو تقليل السعرات الحرارية المتناولة، كما يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويكبح الشهية، الأمر الذي قد يدعم جهود خسارة الوزن.
وختمت عبيدي: أن استخدام الملح الصيني يبقى مسألة تتطلب توازناً حذراً بين الفوائد المحتملة والأضرار المحتملة، مع ضرورة الالتزام بكميات معتدلة لضمان عدم التعرض لمشاكل صحية أو ظهور أعراض جانبية، خاصة للأهالي والأشخاص الأكثر عرضة للخطر كالأطفال والنساء الحوامل.