الحرية- لمى سليمان:
يعود المنتج الغذائي السوري بقوة إلى الواجهة التصديرية العربية والدولية وخاصة بعد تحرره من قيود تكاليف الإنتاج التي أرهقته وحرمته من فرصه الخارجية لدرجة أن المنتج السوري قد ضاهى في سنوات خلت المنتج الأوروبي في السعر والسبب يعود بذلك إلى الارتفاع الشديد في تكاليف الإنتاج، واليوم يفتح معرض دمشق الدولي الباب مجدداً لعودة المنتج إلى الواجهة التسويقية والتصديرية وحسب بعض التجار والمستثمرين في معرض دمشق الدولي فإن المعرض بدورته الجديدة فسح المجال لعقود كثيرة في بلدان عديدة.
وكما يشير مدير مصنع شركة “سبال” الغذائية رضوان حلاق في حديثه أن الأنظار الآن كلها موجهة إلى سوريا اقتصادياً كون الحكومة الحالية تحاول جاهدةً أن تسهّل وتشجّع عمليات الاستيراد والتصدير ولذلك فمن المهم بالتأكيد ركوب الموجة الاقتصادية والعمل على فتح قنوات جديدة مع البلدان الخارجية كالأردن ولبنان و ليبيا واليمن و تمت بالفعل العديد من اللقاءات التي نأمل أن تُترجم قريباً كعقود فعلية.
مشاركون بمعرض دمشق الدولي: المعرض فسح المجال لعقود كثيرة في بلدان عديدة
كما أوضح الحلاق في تصريحه لـ”الحرية” أن هذه اللقاءات تعود أولاً إلى الانفتاح الكبير الذي شهدته سوريا مؤخراً وإلى تشجيع الحكومة الذي أدى إلى توفير عوامل التصنيع والإنتاج كحوامل الطاقة مثلاً ما خففّ من تكاليف التصنيع وسمح للمنتج الغذائي السوري بالعودة إلى ساحة المنافسة مع بقية المنتجات العربية بعد أن انخفضت أسعار الطلبيات التي كانت تورد إلى الخارج بسبب “الحصص” المرتفعة التي كانت تطلبها “الدوريات” عند محاولة تصدير المنتج من البلد.
أما حالياً فالحكومة ألقت عن كاهل التاجر والمصدّر العبء الكبير الذي فرضته المحاصصات وكذلك التكاليف الإنتاجية كتوفير حوامل الطاقة مثلاً، الأمر الذي أدى إلى انخفاض السعر والقدرة على المنافسة خارجياً، على أمل أن تُصبح الظروف أفضل ليصبح المنتج السوري مضاهياً للأوروبي من حيث الجودة و التسويق.
ومن ناحية المشاركة والإقبال، فقد بين حلاق أن الفرق كبير بين المعرض الحالي والمعارض التي سبقته سواء من ناحية العدد الكبير للشركات المشاركة أو من ناحية التنظيم أو حتى جودة المنتجات التي يتم عرضها وحتى من ناحية الإقبال الكبير على المنتجات.
وبدوره قال مدير المبيعات في شركة “الأحلام” فراس خليل أن ما يميز المعرض الحالي هو الآفاق الكبيرة التي فُتحت أمام المنتج والمستثمر كنتيجة للانفتاح الكبير الذي شهدته سوريا في الفترة الأخيرة والذي ظهر بالعدد الكبير من الشركات المشاركة من كل العالم لتكون جملة “سوريا تستقبل العالم” واضحة بكل تجلياتها في هذا المعرض.
وحسب تصريح خليل لـ”الحرية” فإن الأسعار أنسب بكثير كون عمليات استيراد المواد الأولية اللازمة للتصنيع والإنتاج أصبحت أكثر سلاسة و سهولة من السابق كما أن الضرائب المفروضة على استيراد هذه المواد أصبحت منخفضة جداً، الأمر الذي سهل عمليات التصنيع وخفّض تكاليف الإنتاج وسمح بمرور المنتج و تسويقه.