الحرية- طلال الكفيري:
بتنا نجزم تماماً وأمام تنامي ظاهرة الدراجات النارية، أنها لم تعد كما كانت فيما مضى من سنين وسيلة للتنقل ولتلبية المتطلبات المنزلية، بل أصبحت وللأسف جزءاً لا يتجزأ من ثقاقة العشرات من شباب السويداء الذين لا تتجاوز أعمارهم سبعة عشر عاماً، وهذا في الحقيقة مؤشر خطير جداً، وخصوصاً أمام الحركات الاستعراضية التي يقوم بها هؤلاء على الطرقات العامة والدروب الضيقة، و أصبحت تشكل خطراً على حياتهم أولاً وحياة الآخرين ثانياً، عدا عما تسببه من مصدر إزعاج وقلق للأهالي على ساحة المحافظة ريفاً ومدينةً.
ومن يتابع هذه الظاهرة، سيلحظ أن عنوانها الأبرز هو الموت المجاني نتيجة للقيادة الرعناء لهذه الدراجات من قبل هؤلاء الشباب، لتتحول في الآونة الأخيرة إلى مأساة حقيقية تهدد حياة من يقودها أولاً وسلامة من حولهم ثانياً، من جراء ما يقوم به المراهقون من استعراض جنوني بدراجاتهم، ما أصبحت تْشكل أيضاً خطراً كبيراً على الأطفال، للقيادة غير العقلانية لهذه الدراجات، التي أصبحت تحصد العديد من الأرواح سنوياً، وهنا لابد من القول إن بدايتها لهو ونهايتها مأساة حقيقية، وهنا علينا أن نقول وبكل صراحة: إن من يتحمل مسؤولية هذه الظاهرة هم الأهل بالدرجة الأولى، لكونهم هم من يقوم بشرائها لأبنائهم، ظناً منهم أنهم أصبحوا شباباً، دون الأخذ بالحسبان ما تخفيه وراءها من نتائج كارثية، وعلى الرغم من الازدياد المضطرد لهذه الظاهرة ومخالفتها للأنظمة والقوانين إلا أن الإجراءات المتخذة بحق المخالفين ما زالت معدومة، لذلك وللحد منها من المفترض وبالتعاون مع المجتمع المحلي في المحافظة أن يصار إلى مصادرة الدراجات المخالفة وعدم السماح بقيادتها ولاسيما ممن هم تحت السن القانونية.