أربعون عاما من الشغف تتوج بالنجاح لمشروع إنساني مستدام في اللاذقية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:
بعد مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود من العمل المتواصل والشغف الصادق، يقطف سيف الدين سليمان اليوم وهو في عقده الخامس، ثمار حلم راوده منذ الطفولة، ليؤسس مشروعاً يحمل اسمه ويجسد خبرته، ليس كمصدر رزق فحسب، بل كقيمة إنسانية واجتماعية تسهم في دعم المجتمع وبناء المستقبل.

قاعدة متينة لمسار طويل

سيف الدين سليمان، صاحب محلات «سيفو للحلويات» في مدينة جبلة، في حديثه لـ “الحرية” يختصر بداياته المهنية بذاكرة تعود إلى سن العاشرة، حين دخل عالم الحلويات إلى جانب والده في دولة لبنان الشقيقة، حيث يقول: بدأت العمل بعمر العشر سنوات مع والدي في هذه المصلحة، وتعلمت أصول المهنة على أيدي صناع لبنانيين.
وأضاف: هذه التجربة المبكرة شكلت قاعدة متينة لمسار طويل من التعلم والتطوير، مدفوعاً بعشق خاص للمهنة، ما دفعني لاحقاً إلى توسيع نطاق عمل والدي وعملي الحالي، بإدخال أصناف متنوعة من الحلويات الشرقية، مثل (البقلاوات، عش البلبل، الوربات، حلاوة الجبن)، إلى جانب الحلويات الغربية (بيفورات، كاتو، كلير…)، فضلاً عن المخبوزات الإفرنجية (الصمون، البريوش…)، في رؤية تجمع بين الأصالة والتجديد.

 

الإصرار العامل الحاسم في تحقيق الحلم

وأكد سليمان أن الطموح لا يعرف عمراً، وأن الإصرار هو العامل الحاسم في تحقيق الأحلام، موضحاً: عندما يكون للإنسان هدف وطموح وشغف، يعمل بكل طاقته للوصول إليه، توسعت في مجال الحلويات وافتتحت هذه المحلات في مدينتي التي أعشقها ولاحقاً سيتم افتتاح محلات في عدة مناطق بالمحافظة وخارجها، لا إنكاراً لفضل الوالد، بل لمواكبة التطور في هذا المجال، وكان لدعم الأصدقاء دور مهم في هذا النجاح.

لم يعد حلماً بل رسالة اجتماعية

وفي بعد إنساني يعكس نضج التجربة، أوضح سليمان أن مشروعه لم يعد حلماً شخصياً فقط، بل رسالة اجتماعية، إذ يقول ذاكراً المثل الشعبي: الخير يُخيّر، اليوم يعمل معي عدد من الأشخاص، وسيزداد هذا العدد قريباً، منوهاً بأن هذا المشروع ليس تحقيقاً لحلمه فحسب، بل باب رزق لغيره، وأساساً لإعالة أسرهم، وتعليمهم هذه المهنة كأبنائه، لتكون لهم في المستقبل مهنة واستقلالية.

تحقيق التوازن

وفيما يتعلق بالأسعار، بيّن سليمان حرصه على تحقيق التوازن بين الجودة والقدرة الشرائية، موضحاً أن الأسعار مدروسة لتناسب مختلف شرائح المجتمع، وتتراوح بين 5000 و60 ألف ليرة، من صحن الحلو إلى كيلو الحلو العربي، مشيراً إلى أنه يؤمن بأن الربح المعقول والاستمرارية في العمل، هما الطريق الحقيقي للوصول إلى الهدف.
أما على صعيد التسويق والواقع الاقتصادي، فأبدى تفاؤله بالمستقبل وأن الأمور تتجه إلى خير هذا البلد ومواطنيه، لافتاً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب مسؤولية جماعية، فكل فرد في موقعه مسؤول عن دعم هذا البلد والارتقاء به، فذلك واجب أخلاقي ووطني.

وفي ختام كلامه عبّر سليمان عن امتنانه لكل مَن ساند مسيرته، قائلاً: أشكر والدي وأخوتي وأصدقائي وأسرتي التي تقف معي وتشاركني العمل، فلولا هذا الدعم لما وصل المشروع إلى ما هو عليه اليوم.

الطموح الحقيقي لا يتقادم مع العمر

قصة سيف الدين سليمان هي حكاية رجل خمسيني آمن بحلمه حتى النهاية، وانتظر أربعين عاماً ليحققه، فحول الشغف إلى مشروع ناجح، والعمل إلى رسالة إنسانية، مؤكداً أن الطموح الحقيقي لا يتقادم مع العمر، بل يزداد قيمة حين يقترن بالعطاء والمسؤولية.

Leave a Comment
آخر الأخبار