النوادي الصيفية للأطفال، أهي ترفيه أم ضرورة؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – وداد محفوض:
يتجه أهالي الأطفال في طرطوس مع بدء العطلة الصيفية، إلى تسجيل أبنائهم في نوادٍ صيفية ومراكز ترفيهية، حيث المكان الآمن الذي يجمع بين التعليم والتسلية، ليستطيع الطفل من خلالها التفاعل مع أبناء جيله وبناء شخصيته بمعزل عن وجود أهله.
ولا يخفى على أحد أن هذا الترفيه يرتب على الأهل معاناة كبيرة لنفقات إضافية من رسوم تسجيل وأجور نقل ومصروف شخصي للطفل، وخاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر على المجتمع ككل، ومن جهة أخرى يعاني القائمون على هذه النوادي تحديات كبيرة لإثبات وجودهم وجذب الطفل لجني الربح من مشروع موسمي، فكل نادٍ له سعره حسب الجودة والأدوات وتعدد الخيارات المسلية للطفل ووجود المشرفين المتخصصين ومكان وجود المركز أو النادي كل هذه العوامل تضاف إلى سعر التسجيل.

اختصاصية: تؤثر في تنشئة الطفل النفسية والاجتماعية

تكاليف مرتفعة

وفي لقاء مع بعض الأهالي بيّنت سميرة أحمد وهي أم لطفلين أنها لاقت صعوبة في إيجاد وسيلة ترفيهية لطفليها، وهما في عمر ثلاث وخمس سنوات، خلال العطلة الصيفية بسعر مناسب لقدرتها المالية، فتكاليف التسجيل بالمراكز الترفيهية باهظة، لكن في الوقت نفسه هو حاجة ضرورية للأطفال لأنها توفر بيئة صحية تساعد الأطفال على قضاء وقت بعيداً عن الهواتف الذكية التي تؤثر سلباً في سلوكهم.
وذكرت ريما علي أم لطفلة في التسعة من عمرها أنها تبقى مطمئنة وهي في عملها لأن ابنتها في مكان آمن وتأخذ بعض الأنشطة التعليمية بطريقة مسلية، لافتةً إلى ضرورة تقديم الأنشطة الترفيهية بكثرة خلال الصيف، لأن الطفل يقضي معظم السنة الدراسية بين الكتب وتحت ضغط الحفظ والامتحان.

إقبال متزايد

مديرة مركز ترفيهي تعليمي للأطفال في طرطوس آية عيسى أكدت في تصريح لصحيفتنا “الحرية” أن النادي الصيفي الذي بدأ مع نهاية العام الدراسي يشهد إقبالاً متزايداً لأن النوادي تعد ملاذاً ٱمناً لهم في ظل الظروف التي نمر بها، ولفتت عيسى إلى أن الأهالي يجدون في هذه المراكز الفائدة والمتعة في آن واحد، يتلقون المعلومات والأساليب العلمية والحياتية الصحيحة، بإشراف متخصصين يساعدونهم على بناء شخصيتهم وتعلم مهارات جديدة، مضيفةً إن المركز يعد خياراً جيداً للطفل وذويه فهو أفضل من التسكع أو اللعب على الهواتف الجوالة.
وأضافت إن الأهالي يلجؤون إلى هذه النوادي باعتبارها تتيح للأطفال التعبير عن أنفسهم واللعب براحة، فهي مكان لتفريغ طاقاتهم بطرق مفيدة، ونوهت بضرورة تقديم التعليم للطفل ولو بشكل قليل مع اللعب في النادي لتطوير مهاراته التعليمية، وأيضاً ليستطيع من خلالها التفاعل مع محيطه وتمضية أوقات مسلية كي لا يشعر بأنه ما زال في المدرسة ومفروض عليه الواجب المدرسي.

معايير خاصة

وأكدت اختصاصية في علم نفس الصحة بجامعة طرطوس الدكتورة لينا غانم أن النوادي الصيفية تعد أهم العوامل التي تؤثر في تنشئة الطفل النفسية والاجتماعية، وخاصة في مرحلة الطفولة بين عمر السنتين والعشر سنوات، و تعد الأهم في تشكيل وعي الفرد وسلوكياته، ونوهت بضرورة وجود معايير خاصة في النوادي كالبيئة الٱمنة والسليمة والصحية، ويجب أن تهدف الأنشطة تقديم الفائدة والمتعة والقليل من التعليم.
ولفتت غانم إلى أهمية وجود مشرفين مختصين مؤهلين يمتلكون خبرة في التعامل مع الأطفال، يقدمون كل جديد في علم السلوكيات للطفل، مع التحفيز للتفاعل مع المحيط وتقديم المعلومات بطريقة غير نمطية أو تقليدية لضمان فاعلية الأنشطة لتحقق النتائج المرضية للطفل وذويه.

Leave a Comment
آخر الأخبار