النوبات القلبية التحديات والتوعية المستمرة لإنقاذ الأرواح بين الفئات العمرية المختلفة

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل:

أضحت النوبات القلبية في الآونة الأخيرة، أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في سوريا، ليس فقط بين كبار السن بل أيضاً بين الشباب، ويكاد لا يمر يوم حتى نسمع عن وفيات سببها نوبة قلبية.

ومع تزايد أعداد هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الماسة إلى زيادة الوعي بكيفية التعامل مع هذه الحالات الطارئة، خاصة عندما يكون الشخص بمفرده.

في هذا التقرير لن نتحدث عن إحصائيات أو  أبحاث علمية، بل سنلقي الضوء على بعض أسباب هذه الظاهرة، بالإضافة إلى نصائح قد تكون حاسمة في إنقاذ الأرواح.

النوبة القلبية تطور الظاهرة وتزايد الإصابات

يرى الدكتور فايز عباس اختصاصي طب عام أن الأسباب في زيادة الإصابات العوامل البيئية، النفسية، وأيضاً العوامل الوراثية، حيث تشير التقارير الطبية إلى أن النوبات القلبية لم تعد تقتصر على كبار السن فقط، بل أصبحت تؤثر أيضاً على فئات أصغر سناً، وكثر في السنوات الخمس السابقة تزايد في حالات الإصابة بالنوبات القلبية بين الشباب في سوريا، كانوا في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.

وأوضح د. فايز في تصريحه ل صحيفتنا “الحرية” أنه على الرغم من أن النوبة القلبية ارتبطت تقليدياً بكبار السن، إلا أن الضغوط النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأنماط الحياتية غير الصحية، تسهم بشكل كبير في زيادة الحالات بين الشباب، قد يكون التغاضي عن الأعراض أو الإهمال في معالجة عوامل الخطر مثل التوتر المزمن، السمنة، والتدخين، السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، مؤكداً على ضرورة الاعتماد على الفحوصات الدورية لمن تجاوز سن الـ (45 عاماً) وفحص القلب كل ستة أشهر أو سنة.

الوعي الصحي والتصرف السريع

ولفتت إلى أنه من الضروري أن يكون الفرد على دراية بكيفية التصرف إذا تعرض لنوبة قلبية وهو بمفرده، فبحسب دراسات سورية وعالمية بينت أنه يتم إنقاذ العديد من الأرواح بفضل التصرف السريع، مثل الاتصال بأرقام الطوارئ أو تطبيق تقنيات الإسعاف الأولي.

وبالنسبة للتعامل مع النوبات القلبية أثناء الوحدة، أشار إلى أهمية التصرف الفوري الذي يمكن أن يكون العامل الحاسم بين الحياة والموت، إحدى هذه الطرق هي استخدام الكحة القوية والمتكررة، وهي تقنية تساعد في تدفق الأكسجين إلى الرئتين، ما يدعم القلب في استعادة انتظام نبضاته، ويمنح المصاب وقتاً إضافياً للوصول إلى المستشفى.

ونوه بأن أغلب الأشخاص الذين يتعرضون لنوبة قلبية لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه الحالة في ظل غياب المساعدة الفورية، تقنية الكحة القوية والمتكررة هي أداة طبية بسيطة ولكن فعالة للغاية، تساعد في تقليل فرص فقدان الوعي، كما أنها تدعم الدورة الدموية من خلال الضغط على القلب.

حاسمة في المراحل الأولى

وأضاف: إن التوعية بهذا النوع من الإسعافات الأولية، مثل تقنية الكحة القوية، هي جزء من الحلول البسيطة التي يمكن أن تكون حاسمة في المراحل الأولية من النوبة القلبية، إن التمكن من تنفيذ هذه الإجراءات يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في النجاة.

التصرف في حال حدوث نوبة قلبية أثناء الوحدة

وتابع: عند الشعور بألم في الصدر مصحوباً بآلام في الذراع أو الفك، خاصة إذا كنت بمفردك، يكون أمام الشخص فترة قصيرة جداً للتصرف قبل أن يتعرض لفقدان الوعي، في هذه اللحظة يجب عليك، أخذ نفس عميق، ثم البدء في الكحة القوية والمستمرة، كأنك تحاول إخراج بلغم من صدرك، تكرار هذه الكحة كل ثانيتين مع التأكد من أن التنفس يظل مستمراً بشكل صحيح، وقد أظهرت الأبحاث أن التقنيات البسيطة مثل الكحة القوية ساعدت في إنقاذ أكثر من 1,500 حالة نوبة قلبية في الولايات المتحدة وحدها، وتوضح هذه الدراسات أن الوعي بهذه التقنيات يمكن أن يساعد في تقليل الوفيات، خاصة في الأماكن النائية أو عندما يكون الشخص بمفرده.

آراء المواطنين

أشار بعض المواطنين لصحيفتنا “الحرية” إلى أهمية نشر هذه المعلومات على نطاق أوسع عبر الندوات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

الشاب محمد ( 25 عاماً) ذكر لنا أنه شخصياً لم يكن يعلم أن هناك طريقة بسيطة، يمكن أن تساعده إذا تعرض لنوبة قلبية وهو بمفرده، وعندما أسعف إلى عيادة الدكتور  ذكر أن الذي ساعده كحته المستمرة الذي قام بها بشكل عفوي، مبيناً يجب أن يتم تعليم الجميع هذه المعلومات في المدارس والمراكز الصحية.

أما منى أم محمد (58 عاماً) فقد أوضحت المجتمع في سوريا بحاجة إلى وعي صحي أكبر، وأعتقد أن تقديم هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام أو الحملات الصحية سيكون له تأثير كبير في تقليل وفيات النوبات القلبية، فيما أشارت هيام أم آدم (54 عاماً)، إلى أن زوجها توفي أمامها أثر نوبة قلبية لم يتجاوز الأمر الخمس دقائق ما بين حديثه عن النخزة ومفارقته الحياة، وأعتقد عندما ينتهي العمر لا شيء ينفع، ولكن يجب اتباع هذه الخطوات ومراجعة الطبيب بشكل دوري.

تستمر النوبات القلبية في حصد الأرواح في مختلف الأعمار، ومع تزايد هذه الحالات، يصبح من الضروري نشر الوعي بكيفية التصرف السريع في حال حدوث نوبة قلبية، فإن معرفة تقنيات الإسعاف الأولي البسيطة، مثل الكحة القوية، قد تكون الفارق بين الحياة والموت، إن جهود التوعية المحلية والعالمية يجب أن تزداد لتشمل جميع فئات المجتمع، ما يسهم في تقليل المخاطر وتحسين فرص النجاة.

Leave a Comment
آخر الأخبار