الهيئة العامة للحراج تطلق خطة شاملة لإعادة تأهيل غابات الريف الشمالي في اللاذقية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- لوريس عمران:

أكد رئيس فرع الهيئة العامة لإدارة وحماية أملاك الدولة والحراج في محافظة اللاذقية علي قبعلو أنّ العمل يتواصل بالتنسيق مع مديرية الطوارئ والكوارث لإعادة ترميم خطوط النار في الغابات المتضررة، مبيناً أنّ لجاناً فنية من دائرة الحراج باشرت مسحاً شاملاً لحدود الحريق بهدف إعداد خريطة دقيقة توضح الأضرار ونطاقها.
لافتاً إلى أنّ لجنة مركزية تضم خبراء من وزارة الزراعة والبحوث العلمية الزراعية ووزارة التعليم العالي ستتولى دراسة شاملة لمناطق الضرر، وبالتالي وضع خطط مدروسة تراعي إمكانية التجدد الطبيعي للأشجار، وتحدد المواقع التي تتطلب تدخلاً مباشراً، أيضاً اختيار الأنواع الحراجية الملائمة لإعادة التأهيل في الأراضي غير القابلة للتجدد.
وأشار قبعلو لصحيفتنا الحرية إلى أن هناك خطة لتحريج نحو خمسمئة هكتار مع بداية موسم التحريج، في المواقع التي احترقت خلال عام 2023 ولم تسجل فيها عمليات تجدد طبيعي، مبيناً أنّ اختيار الأنواع الحراجية سيتم بما يتناسب مع البيئة المحلية، بالإضافة إلى  إدخال أصناف مقاومة للنيران من عريضات الأوراق، لتشكيل أحزمة وقاية متعددة الأغراض، وتوفير منافع مستقبلية للمجتمع المحلي، مثل الخرنوب والغار والبطم والروبينيا، مع الحفاظ على الأنواع السائدة في كل موقع.
وأوضح قبعلو أنّ الجهود تشمل تكثيف عمليات التربية والتنمية في الغابات الناجية من الحرائق، ورفع القدرة الإنتاجية للمشاتل الحراجية، فضلًا عن تعيين عمال موسميين لدعم فرق الإطفاء وأعمال التربية والتنمية،  مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة لأبناء المناطق المتضررة ويعزز البنية التنفيذية لدائرة الحراج.
وبيّن قبعلو أنّ غرفة تنسيق مشتركة تشكلت برعاية محافظ اللاذقية، تضم مديرية الزراعة، وفرع الهيئة، ومديرية الكوارث والطوارئ، والإدارة المحلية، والمؤسسة العامة للمياه، وجميع الجهات المعنية، بهدف الاستجابة الفورية والمنسقة في حال اندلاع أي حريق، مشيراً إلى أنّ غرفة عمليات خاصة بين مديرية الكوارث ودائرة الحراج تولّت مؤخراً إخماد عدة حرائق نشبت بعد الحريق الكبير الأخير، وتمت السيطرة عليها بسرعة ودقة.
وأكد قبعلو أنّ مديرية الزراعة قامت بتأهيل الآليات الثقيلة وصيانة صهاريج الإطفاء لضمان جاهزيتها، مع توزيع فرق الإطفاء والصهاريج في النقاط عالية الخطورة لسرعة التدخل، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على عمليات القطع والتهريب في المناطق المحروقة منعاً لتخريب البادرات الطبيعية. لاسيما وأن الهيئة قدمت دراسات إلى عدد من المنظمات لإعادة تأهيل أبراج المراقبة ومراكز الإطفاء المتضررة في الريف الشمالي للمحافظة بفعل قصف عصابات النظام البائد، فيما تواصل فرق المساحة العمل على فصل الأراضي الزراعية عن الحراجية لضمان حمايتها ومنع أي تعديات مستقبلية عليها.

ونوه  قبعلو  أنّ هذه الجهود تشكل جزءاً من رؤية متكاملة لإعادة الحياة إلى الغابات التي تضررت، وحمايتها من الأخطار المستقبلية، بالإضافة إلى  المضي في خطة طويلة الأمد توازن بين حماية البيئة وتنمية المجتمع المحلي، بما يعيد للريف الشمالي في اللاذقية صورته الخضراء ومكانته البيئية.

Leave a Comment
آخر الأخبار