الحرية – محمد زكريا:
على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد من استخدامات الإنترنت الفضائي غير المرخص، إلا أن الكثير من السوريين يفضلون في هذه الفترة من الزمن استخدامه بدلاً من الإنترنت الأرضي، وذلك لسبب ربما يكون الوحيد بنظرهم، هو أن الأخير يشهد ضعفاً في التغطية أو أنها شبه معدومة في بعض الأحيان، وسرعته تكاد تكون بطيئة، ما دفعهم للانتقال إلى استخدامات الإنترنت الفضائي، وهو غير مسموح باستخدامه إلا بترخيص أصولاً، وبالتالي يعتبر الإنترنت الفضائي في الوقت الحالي لواقع السوريين حلاً فعالاً لتوفير الإنترنت في المناطق النائية والأماكن التي يتم حجب خدمات الإنترنت عنها، بالمقابل هذه الاستخدامات غير الحاصلة على تراخيص نظامية تسبب أضراراً، منها التأثير والتشويش على الشبكات المحلية، كما أنه في الواقع الحالي لا يجاري الجودة التي يقدمها الإنترنت الأرضي عبر الألياف الضوئية، وهذا بحسب شهادة أصحاب الاختصاص.
بدورها الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد وعبر الضابطة العدلية لديها، حذرت عبر بيانات وتعاميم رسمية من خطورة استخدامات تقنية الإنترنت الفضائي غير المرخص في أي نشاط، نظراً للمخاطر المحتملة لجهة إخلاله بالنظام العام، و يشكل تهديداً فعلياً للأمن، فضلاً عن أنه يؤثر على الشبكات المحلية ويحدث تشويشاً في الاتصالات.
كما طلبت الهيئة من جميع الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الالتزام باللائحة التنظيمية الصادرة عنها، والتي تنص على منع عرض أو بيع أو تشغيل أي من هذه التقنيات ” الطائرات الدرون أو النت الفضائي” دون ترخيص رسمي، فهي مخالفة للأنظمة والقوانين، وستعرض أصحابها للمساءلة القانونية وفقاً لأحكام قانون الاتصالات رقم 10 لعام 2010 وتعديلاته.
خبيرة الاتصالات المهندسة ليلى خالد أشارت إلى أن الإنترنت الفضائي هو نوع من خدمات الإنترنت التي يتم توفيرها عبر أقمار صناعية مخصصة لخدمات الاتصالات، يتم إرسالها في مدارات منخفضة قريبة من الكرة الأرضية.
وأوضحت خالد في تصريح لصحيفة الحرية، أن الإنترنت الفضائي هو أحد البدائل للوصول إلى الإنترنت في المناطق النائية، والتي لا تصلها خدمات الإنترنت الأرضية، أو في حال قيام السلطات بقطع خدمات الإنترنت عن منطقة معينة. مبينة أن السرعة في الفضائي منخفضة قياساً بالإنترنت الأرضي، لأن الإنترنت الفضائي يتأثر بشكل كبير بحالة الطقس والعوائق المادية التي قد تقف حائلاً أمام الإرسال والاستقبال، كالأشجار والمباني، ولأن إشارات الإنترنت تقطع مسافات طويلة دون أسلاك وكابلات، فإنها أحياناً تصل بسرعة أبطأ نسبياً من السرعة التي يوفرها الإنترنت الأرضي.