الحرية – إلهام عثمان:
الوذمة الشحمية (Lipedema) حالة مرضية تتجاوز مجرد زيادة الوزن أو السيلوليت، حيث تحدث عندما يتوقف الجسم عن توزيع الدهون بشكل طبيعي ومتوازن، ما يتسبب بخلل في طريقة تخزينها تحت الجلد.
وفي هذا الإطار، تؤكد خبيرة التغذية العلاجية، د. ميرنا القصاب، أن إهمال الوذمة الشحمية يؤدي إلى تفاقم الأعراض، حيث تبدأ بآلام على سطح الجلد، ثم تتضخم الأنسجة الدهنية لتظهر بعدها العقد الدهنية تحت الجلد، يليها بروزات واحتباس للسوائل، وهنا تحذر العلي من أن تطور الأمور وإهمال العلاج يُحول الحالة من وذمة شحمية إلى وذمة لمفاوية.
مسببات مختلفة
أما أسبابها فتكون هرمونية أو وراثية، حيث تؤكد القصاب على أن الوذمة الشحمية ترتبط بوجود خلل في مستقبلات هرمون الأستروجين (هرمون الأنوثة)، مضيفة: أنها قد تكون وراثية من الأم أو الخالة أو العمة، وهذه الحالة تبدأ بالظهور غالباً في فترات التغيرات الهرمونية الكبرى مثل الحمل، والبلوغ، وانقطاع الطمث.
مبيّنة أن الأستروجين يلعب دوراً كبيراً في ظهورها، حيث يؤثر في توزيع الدهون ويزيد من تخزينها في منطقتي الأرداف والأفخاذ، فضلاً عن مساهمته في عدم توازن السوائل واحتباسها.
لكن هناك أيضاً أسباب أخرى قد تؤدي لهذه الحالة وفق رؤيا القصاب ومن بينها؛ مقاومة الأنسولين، واستخدام حبوب منع الحمل، وتلف في الكبد أو الكلى، واضطرابات الغدة الدرقية سواء كانت فرط نشاط أو خمولاً.
الفرق الجوهري
ولبيان الفرق بين الوذمة الشحمية والسيلوليت، تُشير القصاب إلى أن السيلوليت موجود لدى من يعانون من زيادة الوزن، ويكون مظهر الجلد فيه شبيهاً بقشر البرتقال، مؤكدة على أنه لا يسبب ألماً ويمكن أن يزول بسرعة من خلال التمارين الرياضية والنظام الغذائي.
أما الوذمة الشحمية، فتُعتبر حالة مرضية، حيث يكون التورم الدهني المصاحب لها مؤلماً، وخاصة عند لمسه أو الضغط عليه، كما تُلفت إلى أن هذه الحالة لا تزول نهائياً، ولكن يمكن تخفيفها تدريجياً مع مرور الوقت والالتزام بنظام علاجي، كما تُحذر بدورها من أن الوذمة الشحمية هي حالة التهابية في الجسم، وأن اتباع نظام غذائي سيئ غني بالسكريات والمأكولات المصنعة يزيد الأمر سوءاً ويسبب المزيد من احتباس السوائل، ما يضاعف من شعور المصابين بالألم.
الحل العلاجي
كما تؤكد القصاب هنا على ضرورة البدء بنظام غذائي مضاد للالتهابات كخطوة أولى، مشيرة إلى أهمية التوقف عن تناول جميع منتجات الطحين الأبيض، والسكريات، والمأكولات المصنعة والمعدلة، وتشدد على ضرورة إضافة البوتاسيوم إلى النظام الغذائي (بمعدل لا يقل عن 4700 مللي غرام يومياً)، والمتوافر في الموز والخضراوات والبطاطا، بالإضافة إلى إدخال مضادات الأكسدة لمحاربة الإجهاد التأكسدي، مثل الكركم الطازج، والتوت، والخضراوات الورقية، وسمك السلمون، والمكسرات النيئة، وفيتامين C المتوافر بكثرة في الفليفلة والكيوي.
مصادر بروتين
وبالإضافة إلى ذلك، تنصح القصاب باختيار مصادر بروتين عالية الجودة، مثل صدور الدجاج والأسماك واللحوم، وتوصي بشرب ما بين 2 إلى 3 ليترات من الماء يومياً، وفي حال عدم كفاية الماء للتخلص من احتباس السوائل، تقترح شرب مغلي البقدونس، وشاي القراص، وعصير الكرفس، وبذور الشمر، محذرة من مدرات البول المصنعة.
للرياضة بصمة بارزة
ويُضاف إلى ذلك أهمية ممارسة التمارين الرياضية حسب رأي القصاب، مثل السباحة، وتمارين المقاومة، والبيلاتس، والتدليك اللمفاوي الذي يساعد على تخليص الجسم من السوائل المحتبسة.
وفي الختام، تُوضح القصاب أن رؤية النتائج تتطلب وقتاً طويلاً، قد يمتد من ستة أشهر إلى سنتين، مؤكدة أن الاستمرار في النظام الصحي يضمن تطهير الجسم من الالتهاب وهذه الحالة المرضية.