الحرية – علاء الدين اسماعيل:
احتفل أهالي محافظة إدلب شمال غربي سورية، اليوم الجمعة، بالذكرى العاشرة لتحرير مدينتهم من نظام الأسد، في أجواء غامرة بالفرح والتفاعل الشعبي، وشارك في الاحتفالات سوريون من مختلف المحافظات، ممن احتضنتهم إدلب على مدار السنوات الماضية.
وشهدت حديقة التحرير تجمعاً حاشداً، إذ ألقت مروحيات الجيش الورود على الأهالي، تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة.
وبدأ توافد الأهالي إلى حديقة التحرير بإدلب للاحتفال بالذكرى العاشرة لتحريرها، حيث شارك سلاح الجو في الجيش العربي السوري في الاحتفالات، وألقت الطائرات المروحية الورود على الحشود المتجمعة في وسط المدينة.
وأثار هذا المشهد ردود فعل واسعة، خاصةً أن الطائرات نفسها كانت في السنوات الماضية تُستخدم من قبل نظام الأسد البائد لقصف المناطق التي شهدت احتجاجات ضده.
وأكد الناشط الثوري ساري الرحمون، أحد المشاركين في الاحتفال، لصحيفة “الحرية” أن الاحتفال هذا العام يعكس وحدة السوريين بمختلف انتماءاتهم.
وأشار إلى أن إدلب هي درع الثورة، وتحتفل اليوم بذكرى التحرير، ذكرى انتصار إرادة الشعب على القهر والظلم لنظام الأسد البائد.
هذه المدينة التي دفعت أثماناً غالية في سبيل الحرية، تقف شامخةً رغم كل التحديات. واحتفاءً بهذه المناسبة العظيمة، تتوشح سماء إدلب بالورود التي يلقيها الطيران المروحي للحكومة الجديدة، في لفتة رمزية تعبّر عن وفاء الأحرار لتضحيات الشهداء، وتؤكد أن مسيرة النضال مستمرة حتى تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب.
إدلب ليست مجرد مدينة، بل درع الثورة وحاميها ومنها انطلق النصر و هي رمز للصمود والتحدي، وقلب الثورة النابض بالأمل.
حمزة عبود أبن مدينة إدلب علق على هذا المشهد: “شاهدت آلاف البراميل المتفجرة في حياتي، لكنني للمرة الأولى أحصل على وردة من طائرة، يا ربّ المشاعر والكلمات”.
وأوضح أن “مروحيات الجيش العربي السوري تغير دورها من إسقاط البراميل إلى إسقاط الحب والسلام، عندما شاهدناها فوقنا للوهلة الأولى، لم نشعر بالارتياح بسبب 14 عاماً من استخدامها لقتل السوريين بأمر من المخلوع بشار الأسد”.
وأضاف “من اعتاد الخوف، ظنّ أن الطمأنينة كمين. رسائل الجيش العربي السوري للشعب تحولت إلى ورود وأزهار بدلاً من البراميل”.
وبعد أكثر من عقد، يحتفل السوريون لأول مرة بذكرى تحرير مدينة إدلب، بتاريخ الثامن والعشرين من آذار 2015، وذلك عقب سقوط نظام الأسد الذي جثم على صدورهم لعقود.
بدورها قالت السيدة نارمين الخليفة “خريجة ماجستير تربية”: شاركت بالاحتفال في الذكرى العاشرة لتحرير مدينة إدلب هذه المدينة الصغيرة التي دخلناها فاتحين في آذار 2015، وفقدنا في سبيل تحريرها خيرة شبابنا، اليوم نحتفل بذكرى نصرها وقد تحررت سوريا كاملة وكانت هي منطلق جحافل التحرير
ونوهت الخليفة بأن إدلب التي ما فتئت خلال عقد من التحرير تكتب تاريخاً مجيداً ستذكره الأجيال، عقد من الصمود والتضحية والفداء والأخوة
استقبلت أبناء أخوتها المهجرين من باقي المحافظات، عانت الحملة الهمجية من النظام البائد وأعوانه، الحملة تلو الحملة ونزفت دم أبنائها جداول والتحف الكثير من أهلها أسقف الخيم، بعد أن دمر النظام البائد الكثير من مناطقها وقراها.
مضيفةً: لقد صنعت إدلب مجد سوريا صنعت جيلاً مؤمناً بعبثية الحياة من دون الحرية واستحالة النصر الموعود في آخر الزمان من دون تحرر سوريا.
وحين أقول إدلب لا أعني تلك المدينة الصغيرة جغرافياً المنسية سياسياً، حين أقول إدلب لا أعني أبناء إدلب وريفها ولا أعني إدلب وضيوفها ممن هُجر لها، حين أقول إدلب فأنا أعني إدلب المشروع والفكرة، مشروع سوريا الحرة العزيزة المنيعة التي قامت الثورة لتحققه، وفعلاً اليوم نستذكر تحرير مدينة إدلب وقد تحررت سوريا وتكافح لتبني مجدها نستذكر شهداءنا ونقول لهم لقد ثبتنا وثبتنا الله على دربكم حتى أكرمنا الله بالنصر.
الناشط السياسي عبد الوهاب سفر الذي شارك بالاحتفال قال:
في الذكرى العاشرة لتحرير مدينة إدلب نقف اليوم أمام محطة تاريخية، تجسد انتصار إرادة الشعب على الطغيان
قبل عقدٍ من الزمن كانت محافظة إدلب عنواناً للصمود، واليوم أصبحت رمزاً للحرية والكرامة.
وأشار السفر: في احتفاليةٍ ذكرى التحرير لم يكن ليتخيّلها أحد ستُحلّق المروحيات في سماء المحافظة، ولكنها هذه المرة لن تحمل البراميل والموت والدمار، بل ستنثر الورود على أهلها الأحرار في مشهدٍ يعكس تبدّل الحال بعد تحرير سوريا من براثن نظام الأسد البائد.
ونوه السفر: لقد أصبحت السماء التي كانت تمطرنا بالبراميل القاتلة، سماءً تحتضن الفرح وأصبحت قيادة البلاد بأيدي حماة الأهل لا أيدي المجرمين.
وما كان يوماً حلماً بات واقعاً نعيشه ونبنيه معاً، لنؤسس لوطنٍ يسوده العدل والحرية والكرامة.
الطالبة الجامعية في كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب “لينا محمد” المهجرة من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة إدلب تحدثت “للحرية” قائلةً: “تحلُّ علينا اليوم الذكرى العاشرة لتحرير مدينة إدلب، هذه المحطة المفصلية في تاريخ ثورتنا، حيث جسّد أهلنا فيها صمودهم وتضحياتهم من أجل الحرية والكرامة.
عشر سنوات مضت وما زالت إدلب رمزاً للصمود والتحدي، رغم كل الظروف القاسية.
إنّ إلقاء الورود اليوم من الطيران المروحي في سماء إدلب ليس مجرد مشهد احتفالي، بل هو رسالة صادقة تعبّر عن وفاء شعبنا لدماء الشهداء، وتجديدٌ للعهد بأنّ درب الحرية مستمر وتخصيص هذا اليوم لتكون المروحيات ترمي ورود بذكرى تحرير إدلب كان له رمزية خاصة لتكون إدلب مميزة بتاريخ تحريرها العظيم، بعد أن عانت هذه المدينة العظيمة لسنوات طوال من قصف تعرضت له وخسائر كبيرة بشرية ومادية، كُلنا فخر بهذه المدينة العظيمة وتضحياتها.
وفي منتصف آذار 2011، خرجت أولى الهتافات مطالبة بالحرية والكرامة، لتتحول إلى انتفاضة شعبية ثم إلى صراع طويل مع نظام الأسد البائد، دفع فيه السوريون أثماناً باهظة من دمائهم وأحلامهم واليوم، بعد سنوات من القصف والتهجير والمعاناة، يطوي السوريون صفحة الظلم، ويبدؤون عهداً جديداً عنوانه النصر.