الوزير الشيباني: الدبلوماسية السورية الجديدة تنقل سوريا من الحرب إلى المستقبل بثبات

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية:

أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني أن “التحول الذي نراه في الدبلوماسية السورية هو نقطة تحول أساسية في تمثيل سوريا بشكل لائق وطبيعي”، مشدداً على أن هذا التحول يعكس رؤية الحكومة الجديدة التي جاءت من رحم الثورة والمعاناة، لا من القصور.

وأوضح الشيباني في مقابلة خاصة مع قناة الإخبارية السورية أن “وزارة الخارجية هي المعبّر الأبرز عن الحالة السورية، وهي ركن أساسي في إعادة الإعمار والخط الدفاعي الأول عن المصالح الوطنية، والمعنية بإيصال الصوت السوري إلى كل مكان”، مضيفاً أن “ما تفعله الدبلوماسية السورية أقل الواجب تجاه أهلنا في الداخل والخارج، وتحركاتها تأتي في وقتها الطبيعي حيث جنبنا بلدنا أي محاولة للاستقطاب”.

وفي سياق متصل، قال الوزير الشيباني: “نعمل على معالجة آثار الدبلوماسية للنظام البائد التي اعتمدت على الدبلوماسية الابتزازية، واستطعنا تحويل الدبلوماسية السورية إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون”، مؤكداً أنه “من خلال الدبلوماسية استطعنا أن ننقل سوريا الجديدة من دولة كانت تحت الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة، والجهد الذي تم بذله خلال مرحلة الحرب يجب أن يبذل أضعافه في مرحلة السلام”.

ولفت الوزير الشيباني أيضاً إلى مواجهة عقبات خلال العمل الدبلوماسي متمثلة بالإرث السابق للنظام البائد الذي شوه صورة الشعب السوري، غير أنه تمكنّا من تجاوز تلك العقبات وأعدنا سوريا إلى العديد من المنظمات الأوروبية والدولية”، مشدداً على أنه “لم نضع سوريا في معسكر أو محور معين ولم نعادِ أحداً، وتكلمنا مع الجميع وقلنا إننا نريد دبلوماسية متوازنة قدر الإمكان، وأصبحنا في هذه اللحظة نخطط للدبلوماسية السورية أكثر مما نستجيب لها لوضع سوريا على الخارطة الدولية”.

وفيما يخص مشاركة سوريا في المحافل الدولية، قال وزير الخارجية: “مشاركة الرئيس الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حظيت باهتمام دولي كبير، وخطابه اختصر الحكاية السورية، ومشاركة سوريا كانت إيجابية وضرورية ليسمع العالم رؤية الحكومة السورية الجديدة”، مضيفاً: “استطعنا إيصال رسالة في الأمم المتحدة أن الشعب السوري يريد إعادة إعمار بلده، وأن تكون سوريا نموذجاً مشرقاً”.

وفي ملف العلاقات الخارجية، أكد أن “التعامل مع روسيا كان فيه تدرج ولم تحصل أي اتفاقيات جديدة، والاتفاقيات بين روسيا والنظام السابق معلقة، ولا نقبل بها”، مشيراً إلى أن “العلاقة مع روسيا والصين وأوروبا نحصل عليها من خلال مكانة سوريا، ويجب أن نسخّرها لمصلحة الشعب السوري”، وأضاف: “أعدنا تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسياً إلى جانب النظام البائد وتستخدم ‘الفيتو” لصالحه، وفي بداية الشهر القادم ستكون هناك أول زيارة رسمية لبكين”.

وفي الشأن اللبناني، قال الشيباني: “النظام البائد شوه صورة سوريا والسوريين في لبنان، واليوم نحن نحاول تصحيح هذه السياسة”، مضيفاً: “نحاول حلّ ملف الموقوفين السوريين في لبنان ولاسيما الموقوفين هناك بتهم سياسية تحت ضغط النظام البائد”.

أما عن ملف السويداء، فقد وصفه بأنه “جرح سوري”، موضحاً أن “ما حدث لم تختره الحكومة السورية، وشركاؤنا وافقوا على خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السورية، وهناك لجنة تقصي الحقائق، وتقدمنا في هذا الملف واستعدنا الحس الوطني”، داعياً “النخب ومشايخ العقل وكل حريص في السويداء إلى العمل لتجاوز هذه المشكلة، ونحن نتعامل مع هذا الملف من منطلق وطني، وأنه مشكلة داخلية، ولكن عندما تم تدويل هذا الملف كان لخدمة أجندات خارجية محددة”.

وفي ملف شمال وشرق سوريا، شدد على أن “نجحنا في إقناع الدول التي تهتم بملف “قسد” بأن الحل الوحيد له هو اتفاق العاشر من آذار، لأن عدم وجود قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة يعمق الشرخ بينهم وبين الدولة السورية، لذلك نرى أن الشراكة يجب أن تتم بأسرع وقت ممكن”، مضيفاً: “هناك فرصة تاريخية لمنطقة شمال وشرق سوريا لأن تكون جزءاً فاعلاً في هذه المرحلة، وأي تأخير في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار سينعكس سلباً ويعرقل مصالح المدنيين وعودة المهجرين إلى مناطقهم”، مؤكداً على رفض أي شكل من أشكال التقسيم والفيدرالية وأن هذا لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض.

وفيما يخص الاحتلال الإسرائيلي، قال الشيباني: “إسرائيل لديها مشروع توسعي وتحاول فرض واقع جديد مستغلة التغيير الذي حصل في سوريا، وممارساتها تعزز عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة”.

وختم الوزير حديثه بالقول: “من خلال الدبلوماسية السورية استطعنا جلب استثمارات إلى بلادنا لكنها تحتاج إلى وقت، وفي العام القادم سيكون هناك الكثير من الأمور التي سيلمسها الشعب السوري، كما أن الواقع المعيشي سيتحسن بشكل أفضل، وسيرى السوريون هذا التحسن”، مؤكداً أن “كل تحركاتنا الدبلوماسية هادئة ومخطط لها ولا يوجد فيها أي تنازل عن حقوق السوريين”.

Leave a Comment
آخر الأخبار