الحرية _ متابعة: أمين سليم الدريوسي:
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني أنّ زيارة الوفد السوري إلى واشنطن كانت ناجحة جداً، وركزت على مختلف الملفات، مشيراً إلى أنّ إزالة عقوبات قيصر بالكامل باتت مسألة وقت.
وفي حديثه خلال جلسة حوارية في معهد تشاتام هاوس في لندن، أوضح الشيباني أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة تسير بشكل جيد جداً وستنعكس إيجاباً على المنطقة بأكملها، لافتاً إلى أنّ السفارة السورية التي أعيد فتحها في لندن ستخدم مصالح السوريين ولن تكون مقراً للاستخبارات كما في السابق.
وأضاف الوزير إنّ هناك ملفات مهمة مع بريطانيا، وأنّ سوريا لم تعد دولة هامشية بل أصبحت محط اهتمام دول العالم، مؤكداً أنّ الحكومة تعمل على مدار الساعة لتعريف العالم بـ«سوريا الجديدة» التي غيّرت صورتها خلال الأشهر الماضية وأزالت المخاوف التي كانت قائمة.
وأشار الشيباني إلى أنّ سوريا تمر بمرحلة انتقالية وتحتاج إلى وقت للتعبير عن نفسها، مبيناً أنّها دولة جمهورية تعتمد على الانتخابات، وسيكون هناك استحقاق رئاسي وبرلماني بمشاركة جميع السوريين.
كما شدد على أنّ نجاح التجربة السورية يعتمد على التعايش وبناء الثقة ونبذ الطائفية، مع تعزيز التعددية في الحكومة والمجتمع، وترميم الدستور والقوانين بطريقة مدروسة.
وفيما يتعلق بالأحداث الداخلية، أوضح الوزير أنّ ما جرى في الساحل كان مفتعلاً من فلول النظام السابق، بينما أحداث السويداء جاءت نتيجة تراكمات اجتماعية فجّرها تدخل إسرائيلي، مؤكداً أنّ الحكومة تعمل بروية لاحتواء الأزمة وقد أوصلت 70 قافلة مساعدات إلى المحافظة.
وعن الموقف من إسرائيل، قال الشيباني إنّها تلعب دوراً سلبياً وغير راضية عن التغيير الحاصل في سوريا، لكنها لم تنجح في جرّ دمشق إلى التصعيد، حيث اختارت الحكومة الرد بالدبلوماسية، مشدداً على أنّ سوريا لا تريد أن تكون طرفاً في أي حرب بالوكالة وتسعى لتفادي التصعيد.
كما لفت إلى أنّ العديد من الأطراف الدولية تدعم الموقف السوري الدبلوماسي، وأنّ العقوبات المفروضة ستزال بنهاية العام بما يفتح الباب أمام فرص استثمار واسعة في مختلف القطاعات، مؤكداً أنّ سوريا لا ترغب في الانحياز لأي قطب، بل تعمل على بناء علاقات متوازنة مع الجميع، بما في ذلك روسيا، على أساس الشراكة لا الهيمنة.
ويقوم الوزير الشيباني بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية في منشور عبر منصة” X”: إنّ هذه الزيارة جاءت بتوجيه من الرئيس أحمد الشرع، وتحمل آمال السوريين وطموحاتهم في بناء وطنٍ يحمي مستقبل الأجيال القادمة. وأضاف في منشور آخر إنّ إعادة افتتاح السفارة السورية في لندن بعد سنوات من العزلة التي فرضها نظام الأسد الكيماوي تمثل عودة سوريا إلى العالم بهويتها الحرة.
تأتي تصريحات الوزير الشيباني في إطار جولة دبلوماسية نشطة تهدف إلى إعادة تعريف العالم بسوريا الجديدة، وتعزيز حضورها السياسي والاقتصادي، بعد سنوات من العزلة والعقوبات، بما ينسجم مع رؤية الحكومة في بناء علاقات متوازنة وتكريس التعددية الداخلية والخارجية.