الحرية – علاء الدين إسماعيل:
أُقيمت مساء اليوم الخميس فعالية حاشدة في مدينة معضمية الشام بدمشق، لإحياء ذكرى مجزرة الكيماوي الرهيبة، تحت شعار “اليوم الأصفر… موت بلا دماء”.
ونتيجة استمرار الآلام والذكريات الأليمة التي خلفتها مجزرة الكيماوي المروعة التي ارتكبتها قوات نظام الأسد البائد، جاءت هذه الفعالية لتكون مناسبة للتذكير بضحايا المجزرة، وللتأكيد على ضرورة محاسبة مرتكبيها، واستنهاض همم المجتمع والدول للوقوف في وجه انتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضح محمد إدريس المنسق الإعلامي لفعالية إحياء ذكرى مجزرة الكيماوي في معضمية الشام لصحيفتنا “الحرية” قائلاً: تحلّ اليوم ذكرى مجزرة الكيماوي في معضمية الشام، التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 2013، وسط حالة من الحزن والغضب، لما خلفته من مآسٍ وأوجاع بين أبناء العائلات السورية، حيثُ أزهقت أرواح مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بأسلحة كيماوية محرمة دولياً استخدمت في عملية قصف عنيف استهدف المدينة، والتي تميزت برائحة خانقة وأثر بيئي وإنساني كارثي.
وأضاف: خرجت الفعالية بمبادرة من مؤسسات المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية، وأسر الضحايا، بهدف تذكير العالم بما جرى، وتسليط الضوء على ضرورة محاسبة مرتكبي المجازر.
وتابع: اختير شعار “اليوم الأصفر .. موت بلا دماء”، ليعبر عن حجم الدمار والتشويه الذي خلفته جريمة الأسلحة الكيماوية، وما تسببت به من موت ودمار دون أن يُرى الدم، ولكنها علامات واضحة على قسوة تلك الجريمة، وأثرها على الإنسان والمجتمع. اللون الأصفر يُرمز إلى الرائحة الكريهة والغازات السامة، وهو لونُ يذكر بالسموم التي لا تظهر علامات دموية، ولكنها تتسبب في الموت البطيء والآلام اللامتناهية.
مبيناً أن فعاليات متنوعةأقيمت اليوم، تضمنت وقفات إحياء الذكرى، وتغطيات إعلامية، وأنشطة متنوعة، وندوات لشرح مخاطر الأسلحة الكيماوية، واستعراض شهادات من عايشوا المجازر، وأهالي الضحايا الذين لايزالون يطالبون بالحقيقة والعدالة، كما وُضعت لوحات تذكارية تحمل صور الضحايا، وتم وضع بوالين في الشوارع باللون الأصفر، كرمز للذاكرة والوفاء لضحايا الكيماوي.
وأردف: نحن هنا اليوم لنذكر العالم بأن جرائم الكيماوي لم تُنسَ، وأن دماء من قضوا بأدوات القتل الكيماوي لن تذهب سدى، نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ومحاسبة كل من تورط، ووقف هذه المجازر التي تتنافى مع جميع الأعراف الدولية.
ونوه إدريس بأن موت هؤلاء بلا دماء يذكرنا بأن القتل المستتر بالغازات يظل موتاً غير مرئي، لكن آثاره تبقى على مدى الزمن.
وعبر إدريس أن هذه المجزرة توضح أن حماية الإنسانية تتطلب اتخاذ مواقف حازمة ضد من يرتكبون مجازر الأسلحة الكيميائية، وأن لا يغيب عن بالنا أن العدالة لاتزال غائبة، وأن الحقيقة تبقى حقاً من حقوق ضحاياها.
وأكد على ضرورة توحيد الجهود العربية والدولية لملاحقة مرتكبي المجازر، وإحالة الملف إلى المحاكم الدولية، لضمان عدم إفلات أي شخص من العقاب، كما شددت فعاليات إحياء الذكرى على أهمية استمرار العمل الحقوقي والإنساني لإبعاد وشائج الكراهية، وتحقيق السلام الدائم.
وفي ختام الفعالية، جُسدت لحظة استحضار ذكريات الضحايا، ودعوات لترسيخ قيم العدالة والسلام، وإتمام كشف الحقائق، وبحث سبل تقديم الجناة للمحاكم الدولية.