«اليوم السابع»… صرخات في مختبر مظلم

الحرية – ميسون شباني:

يقدم الدكتور إكس مختبره السري في فضاء مظلم لا يحده زمان ولا مكان، حيث يتحول العقل البشري إلى تجربة لا تعرف الرحمة، في «اليوم السابع»، يجمع أربع شخصيات مهمَّشة — مراد، سعيد، سلوى، وحميد — ليختبر هشاشة ذواتهم وقدرتهم على الانهيار تحت ضغط القلق، العزلة، والتلاعب النفسي. ستة أيام تكفي للكشف عن أسرارهم واعترافاتهم، في حين يرى البروفيسور أن نجاحه العلمي أسمى من أي قيمة إنسانية.

شخصيات صادمة وماضٍ مضطرب..

تبدأ فصول العرض من مراد الشاب الذي باع كليته تحت ضغط الحاجة، ويعيش هاجس الانتقام بعد مقتل شقيقه.
أما سلوى فعاشت طفولة مليئة بالعنف المنزلي تبعها زواج مُنهك أثمر عن طفلتين وتحمل فكرة القتل كحقيقة موازية.
كما يطل حميد الذي حمل عار والدته وعاش تحت صرامة الأب وهو ماخلق داخله رغبة بالانتقام وفقدان الثقة بالنفس.
أما سعيد فهو ينهار شيئًا فشيئًا أمام جدران ذاته المتصدعة نتيجة حمله عار والدته الأثمة وأبيه القاسي ويحاول الانتقام من والده والتطهر من إثم والدته.

مونودرامات متشابكة وتجربة حسية..

المخرج كفاح الخوص يحوّل الحكايات الفردية إلى مونودرامات متجاورة تتقاطع، فتتشابك الشخصيات في كيمياء مسرحية قوية رغم بساطة الإضاءة والديكور، يمتد العرض على مدى سبعة أيام تمثّل مراحل التفكك والمواجهة والانكشاف، حيث تتفجّر الاعترافات تحت وطأة الجوع، الذنب، والهلوسة السمعية والبصرية.
تجارب نجحت بالضغط المستمر وألغت الإنسانية بالمخبر خلال فترة ستة أيام، وفي اليوم السابع يتم عرض مواد فيلمية حول الكوارث التي تحدث في العالم، مترافقة مع مقتطفات من خطبة معاوية وممزوجة بموسيقا الراب.

سرد بصري مكثف ورسائل وجودية

العرض يعتمد على اللهجة السورية المحكية، فيديوهات أرشيفية، إضاءة متقلّبة، إيقاعات جسدية، وهمسات صوتية، ما يجعل الجمهور جزءًا من التجربة النفسية، في اليوم السابع، تنفجر لحظة الاعتراف الكبرى، ويُعاد تعريف الذنب خارج أروقة المحكمة وفي أعماق النفس، لتصبح المسرحية مواجهة قاسية مع هشاشة الإنسان أمام مرآة ذاته العارية، ويؤكد العرض في تفاصيله أن تعريض الإنسان  للضغط يقوده إلى فعل لا يريده وإلى اعترافات بأشياء لم يقم بها، فكانت رسالة العرض بالبداية “عندما يغلق أحدهم الباب دع روحك تهرب من شق في الحائط”.

البطولة والإخراج..

يشارك في العمل: أحمد ناصيف، مفيدة البزرنجي، سامر السمان، عبادة العبود، ريان الخوص.. الفكرة والإخراج لكفاح الخوص، والإشراف العام لعجاج سليم.