الحرية – بشرى سمير:
الفرحة بالنصر لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل تحولت إلى محرك رئيسي في حياة السوريين. إنها القوة التي تدفعهم للمضي قدماً في بناء ما دمره الإرهاب، والعمل بجد لاستعادة حياتهم الطبيعية. عام على التحرير هو عام على انتصار إرادة الحياة على ثقافة الموت، وهو بداية لمرحلة جديدة قائمة على الأمل والبناء.
الذكرى السنوية لتحرير سوريا هي مناسبة وطنية غالية على قلوب جميع المواطنين، وقد انعكست فرحتهم بهذا النصر العظيم بشكل إيجابي وملموس على جميع مناحي حياتهم.
الحرية رصدت آراء بعض المواطنين وفرحتهم بالنصر وانعكاساتها على حياة المواطنين.
محمد الدمراني قال: أول مكاسب انتصار الثورة هو نهاية الرعب الذي كان يسببه النظام البائد فقد عاد الشعور بالأمان بعد سنوات من الخوف والتهديد بالإرهاب. فأصبح بمقدور العائلات النوم ليلاً بسلام دون خوف من تفجيرات أو هجمات.
وشاركه الرأي مروان عتمة قائلاً: الشعور بالأمان أسهم في عودة آلاف النازحين من الخارج بالعودة إلى قراهم ومدنهم التي طردوا منها من قبل النظام المخلوع ليعيدوا إعمارها، وزراعة أراضيهم وقد انحسرت السيطرة التي كانت تفرض قوانينها الجائرة وتنتهك كرامة الإنسان.
ثانياً: الانعكاسات الاقتصادية والمعيشية
في حين بين التاجر محمد الموالدي أن النصر أسهم خلال عام في انتعاش الحركة الاقتصادية مع عودة الأمان، بدأت الحركة التجارية والاقتصادية بالانتعاش تدريجياً فتحت المحال أبوابها وازدادت حركة البيع والشراء.
وتوافرت فرص عمل جديدة في مجالات إعادة الإعمار والبناء، ما ساهم في تحسين المستوى المعيشي للعديد من الأسر وخاصة مع زيادة الرواتب وارتفاع الأجور، الأمر الذي أسهم في استقرار الأسواق وبدأت السلع الأساسية بالوصول إلى معظم المناطق التي كانت محاصرة سابقاً، وهذا أدى إلى استقرار الأسعار نسبياً.
الاختصاصية الاجتماعية والنفسية سوسن السهلي أشارت لـ”الحرية” إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية لانتصار الثورة السورية والتي أهمها:
• لم الشمل: فقد عادت الكثير من العائلات التي تفرقت بسبب الحرب لتجتمع من جديد في بيوتها، ما عزز أواصر الترابط الاجتماعي، وتالياً بدأت عملية التعافي الجماعي من آثار الحرب والصدمات التي خلفتها سنوات الصراع، مع عودة الحياة إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً.
وأضافت: عزز النصر من مشاعر الانتماء والوحدة الوطنية، وأثبت أن الشعب السوري كان جبهة واحدة في مواجهة الظلم والقهر والقمع لافتةً إلى أنه خلال هذا العام تم إحياء العديد من المناسبات الاجتماعية والثقافية، فقد عادت بالنصر أفراح الوطن وشهدنا خلال العام العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والعودة إلى الحياة، كعلامة على انتصار الحياة على الموت والحق على الباطل والعدل على الظلم والقهر وكسر القيود .
ولفتت السهلي إلى أنه رغم كل الإنجازات، يدرك السوريون أن طريق إعادة الإعمار طويل وشاق، ويحتاج إلى صبر وعزيمة، لكن فرحتهم بالنصر واستعادة الأمان تمنحهم الطاقة لمواجهة هذه التحديات.
النظر إلى المستقبل: لم تعد الغلبة لمشاعر اليأس والقنوط، بل حل محلها الأمل بمستقبل أفضل للأبناء، حيث التعليم والأمن والاستقرار.