الحرية – علام العبد :
تشهد مناطق ريف إدلب الشمالي والغربي كمدن سرمدا وحارم وسلقين وكفرتخاريم وأريحا وجسر الشغور، تحولاً نوعياً في استثمار مزارعهم في السياحة الريفية والتاريخية ، حيث باتت تشكل عنصراً جاذباً للسياحة العائلية والموسمية، وذلك في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة الداخلية وتنمية المواقع الريفية والزراعية في سوريا.
وتزخر محافظة إدلب بمزارع متنوعة تنتشر في أرجاء المحافظة ولاسيما في المناطق الجبلية والسهول والمرتفعات الغربية والشمالية السورية، حيث تنتشر هناك مزارع اللوز، والتين، والعنب، والرمان، التي لم تعد تقتصر على كونها مورداً زراعياً تقليدياً، بل أصبحت مقصداً للزوار الباحثين عن التجارب الريفية والطبيعة البكر.
وأكد المهندس محمد الحسن- مستثمر في القطاع السياحي وأحد أصحاب المزارع في ريف إدلب، أن المزارع كانت فيما مضى تمثل ركيزة أساسية للمعيشة اليومية لأهالي المنطقة، وكانت محور النشاط الاقتصادي والزراعي، إلّا أن التغيرات الحديثة دفعت بالعديد من المزارعين إلى توظيف هذه المساحات في خدمة السياحة الريفية.
وأشار في تصريح لـ” الحرية ” إلى أنّ الكثير من المزارع تحولت في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية تستقطب العائلات والمصطافين، بعد تهيئة البنية التحتية لاستقبال الزوار، وتوفير جلسات وتجارب زراعية تعليمية، مع الحفاظ على الطابع الريفي الأصيل، مؤكداً أن الإقبال المتزايد من السياح والمصطافين خلال مواسم الصيف والعطل، أسهم في رفع مستوى الدخل للمزارعين، وساعد في إعادة إحياء كثير من العادات الزراعية التي كادت تندثر.
من جهتهم، عبّر عدد من الزوار لمدينة دركوش وحارم في الشمال السوري عن إعجابهم بالتجارب في مزارع السياحة الريفية في إدلب ، مشيرين إلى أنها كانت فرصة للاستجمام والتعرف على الطبيعة والهدوء، منوهين باهتمام أصحاب المزارع بتقديم تجربة مميزة للعائلة، وخاصة للأطفال، لتزرع الذكريات والتجارب الجميلة، ولتعكس وعياً جديداً لدى أصحاب المزارع بأهمية السياحة المستدامة.
وحسب أحد الأهالي في منطقة حمام الشيخ عيسي في ريف جسر الشغور سمير المصري تُعد السياحة الزراعية من القطاعات الواعدة التي تعزز الجذب السياحي في إدلب، ولاسيما في المناطق ذات الخصائص المناخية والطبيعية المميزة مثل منطقة ريف إدلب الغربي والشمالي، التي تجمع بين الجمال البيئي والتراث الثقافي.
وقال في تصريح لـ”الحرية “: إنّ انتعاش السياحة الريفية في إدلب هو موضوع يثير الاهتمام في الوقت الحالي، حيث تسعى العديد من المناطق إلى الاستفادة من الإمكانات السياحية التي توفرها القرى والمناطق الريفية. ويشمل ذلك تطوير البنية التحتية، وتقديم تجارب سياحية فريدة، وتعزيز الوعي بأهمية السياحة الريفية.
فيما يرى رجل الأعمال غياث عبود أنه يمكن للسياحة الريفية أن تكون محركاً للتنمية الاقتصادية في المناطق الريفية، من خلال توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الدخل للسكان المحليين، وتشجيع الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة.
وقال: يمكن للسياحة الريفية أن تسهم في الحفاظ على البيئة من خلال الترويج للسياحة المستدامة، وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية.
ويشير بهاء أسامة الكل من أهالي سرمدا، إلى أنه يمكن للسياحة الريفية أن تسهم في تحسين مستوى معيشة السكان المحليين، من خلال توفير فرص عمل جديدة، وتحسين البنية التحتية، وزيادة الدخل.
لافتاً إلى أن السياحة الريفية تقدم تجارب سياحية فريدة ومميزة، مثل الإقامة في المزارع، والمشاركة في الأنشطة الزراعية، والتعرف على الحياة الريفية التقليدية.
من جانبه ماجد طاطو – موظف، يؤكد حاجة المناطق الريفية إلى تطوير البنية التحتية الأساسية، مثل الطرق، والمياه، والصرف الصحي، والاتصالات، لتلبية متطلبات السياحة الريفية.