الحرية – حسام قره باش:
رغم التوجه اللافت نحو الزراعات الاستوائية وتوفر إنتاجها في السوق المحلية، إلا أن الأسعار ما تزال دون المأمول، ولا تتوافق مع القدرة الشرائية للمواطن الذي يتفرج عليها متحسراً دون شرائها، لكن وبنفس الوقت لا يمكنه الاستغناء نهائياً عن الموز، الفاكهة الاستوائية الأهم والضرورية في غذائه والتي يعتبرها البعض أفضل غذاء مدرسي لأطفاله.
مع أن زراعة الموز في سوريا شهدت توسعاً ملحوظاً بازدياد مساحات زراعته المكشوفة والمحمية وإنتاجه خاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، فبعد أن قُدِّرَ الإنتاج في العام 2021 بـ 107 أطنان، ارتفع الإنتاج في 2024 إلى حوالي 4 آلاف طن كما تشير الإحصاءات، ما جعل الآمال تُنسج على التطلع لزيادة إنتاجه وصولاً إلى تصديره خلال سنوات قليلة.
والجدير بالذكر، لغاية الآن لا ترتيب يذكر لسوريا بين الدول العربية الأكثر إنتاجاً للموز، فمصر اليوم تتصدر المرتبة الأولى بإنتاج 1,2 مليون طن ولبنان الصغيرة جغرافياً قياساً بمساحة سوريا استحوذت على المرتبة السادسة عربياً بإنتاج 83 ألف طن.
وإذا كانت سوريا تستورد منها أكثر من 50 ألف طن، فلماذا لا نولي هذه الفاكهة اهتماماً بزراعتها أسوة ببقية الدول، ونوفر فاتورة استيرادها على الخزينة العامة وننتهي من منافسة الموز المستورد ونبحث عن الحلول الرشيدة لخفض تكاليف زراعته المرتفعة وبالتالي تحقيق إنتاج وفير منه واستقرار نسبي في أسعاره بأسواقنا المحلية؟
عضو لجنة تسيير أعمال سوق الهال محمد العقاد، أكد في تصريحه لـ”الحرية” انخفاض أسعار الموز بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين القادمين، بسبب وفرة إنتاجه هذا الموسم في لبنان والرغبة في توريده بكميات كبيرة إلى سوريا، متوقعاً أن يصل سعر كيلو الموز الجملة إلى 6 آلاف ليرة في سوق الهال.
وكشف العقاد للحرية عن وصول 4 برادات محملة بالموز من لبنان إلى سوريا يومياً بداية الموسم، وسيزداد عددها بدءاً من الأسبوع القادم، مبيناً وجود فائض من الموز في السوق والذي يتم استيراده من أربع دول (لبنان والإكوادور وكوستاريكا والهند)، إضافة إلى الموز المُنتَج محلياً (البلدي) والذي لا يلبي الطلب ولا يسد الاحتياج المحلي منه، ولذلك يتم استيراده بكميات كبيرة حيث يباع حالياً كيلو الموز في سوق الهال بسعر الجملة من 7-8 آلاف ليرة، فيما يباع في الأسواق والمحلات وعلى العربات من 12-15 ألف ليرة حسب نوعه.