انخفاض الأسعار أنعش أسواق العيد في حلب.. والمستهلكون أمام مأزق السيولة!

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ مصطفى الرستم:

تغص أسواق مدينة حلب بالمنتجات والبضائع بشتى أنواعها وأصنافها، ومع اقتراب عيد الفطر أخذت الأسواق تزدحم بالمواد الاستهلاكية والغذائية، والألبسة وغيرها من احتياجات ومستلزمات العيد، يأتي ذلك وسط تدفق المستهلكين للشراء، في وقت مبكر أمام تخفيضات تأتي من تجار الباعة “المفرق”.

“الجمل بليرة وما في ليرة” هذا لسان حال المواطن في حلب، والذي عاش خلال الأشهر الماضية انفراجات واسعة في الأسواق بعد تحرير سوريا تدفقت معها البضائع بكثرة، وزاد العرض بشكل واسع في حين باتت القدرة الشرائية الضعيفة هي العائق أمامهم للشراء وسط إنخفاض بالأسعار يبدو ملحوظاً بعدما رصدت صحيفة “الحرية” أسواق المدينة، واستطلعت آراء المستهلكين بالتحضيرات لشراء أغراض العيد.

يروي المواطن سامر قضيب البان “موظف” حول الارتياح بالأسواق وتوفر كل المواد لكن الأمر فيه “غصة” حيث بقية الأسعار لا تتناسب مع الدخل.

وأضاف: “أحاول بشتى الوسائل الإدخار لشراء أغراض العيد، وأعمل بدوامين ولا أستطيع تأمين احتياجاتي فالدخل مازال ضعيف، لكننا لا نستطيع الشراء حقيقية مازلنا نعيش حالة اقتصادية ومعيشية سيئة”.

ويحرص الكثير من المواطنين على معالجة الأمر بإعادة تدوير الملابس القديمة أو شراء الاحتياجات الأكثر ضرورة، وتلجأ السيدة أم جابر بعد جولتها مع أطفالها على أسواق الملابس إلى الاكتفاء بشراء عدد من الملابس الجديدة، وأكملت باقي القطع من أسواق الملابس المستعملة (البالة) وقالت خلال حديث معها: “جاءت بسطات الملابس المستعملة لحل مشكلة ملابس العيد، وبعض المنتجات التي يأتون بها الباعة ذات نوعية جيدة، لدي أربعة أولاد وفي حال أردت شراء ملابس العيد مع الأحذية يحتاج كل منهم بحد وسطي بين 500 إلى 700 ألف ليرة وهذا ليس بمقدوري”.

في غضون ذلك جزم رئيس لجنة الأسواق في غرفة تجارة حلب سمير كوسان في حديثه لـ “الحرية” عن اتباع أصحاب المحال التجارية، والبائعون في الأسواق تخفيضات طيلة فترة رمضان ومعها شهدت الأسواق انخفاض فعلي بالأسواق بنسبة 30 % وأضاف قائلاً: “بعد مرور مئة يوم على تحرير سوريا نلاحظ حركة جيدة ومشجعة في الأسواق ترافقت مع انفراج اقتصادي وتدفق البضائع من دول الجوار شكل ناحية إيجابية، وخلقت منافسة أدت إلى انخفاض الأسعار، ترافق ذلك مع سعي التجار في حلب إلى البيع طوال فترة شهر رمضان بإجراء تخفيضات وصلت إلى حدود سعر التكلفة، وهذا ما أدى إلى تحريك السوق، وترك مجالاً لشراء السلع”.

وفي مستهل حديثه عن تغير شكل الأسواق بعد تفاقم ظاهرة (البسطات) التي غزت المدينة يرى رئيس لجنة الأسواق أن وجود رؤية لتنظيم العمل، وإيجاد أماكن مناسبة لهذه البسطات عبر ساحات مناسبة لعرض منتجاتهم، لاسيما أن فصل الصيف قادم، وطريقة العرض هذه تحتاج إلى طريقة عرض بأماكن تقي أشعة الشمس حتى لا تتعرض المواد ولاسيما الغذائية للضرر.

وأردف “كوسان”: يحاول التجار إجراء تخفيضات على مواد الألبسة وضيافة العيد وغيرها، وهذا ما شهد إقبالاً من المواطنين، ترافق ذلك مع زيارات دورية طيلة شهر رمضان على كافة الأسواق، ونشاهد حالة تحسن”.

من جهته يرى أستاذ التسويق في كلية الاقتصاد بجامعة حلب الدكتور محمد الغريب خلا حديثه لـ “الحرية” إاخفاض بأسعار المنتجات في الأسواق، وبفئات متعددة من المنتجات بعد سقوط النظام البائد ، بنسب  تصل إلى حدود 40 % إلى 50 % ويرجع ذلك إلى التخلص من الإتاوات، التي كانت تفرض على مختلف المنتجات الداخلة إلى مدينة حلب من قبل الفرقة الرابعة، والحواجز علاوة عن إنفتاح الأسواق السورية على الاستيراد مع وجود عدد كبير من المستوردين من المواد الغذائية، حيث كان الاستيراد محصوراً بأزلام النظام وواجهاته الاقتصادية مثل احتكار استيراد السكر والزيت وتابع: “على الرغم من انخفاض الأسعار في مختلف المنتجات في مدينة حلب إلا أن الأسواق في المدينة تعاني انخفاضاً في الطلب على مختلف السلع، ويركز المستهلك في عمليات شرائه على المواد الغذائية بالدرجة الأولى”.

تصويرـ صهيب عمراية

Leave a Comment
آخر الأخبار