الحرية- إخلاص علي:
تراجعت أسعار عدد كبير من المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق وعلى رأسها أسعار مادة زيت الزيتون، التي انخفضت بشكل كبير ولافت منذ سقوط النظام حتى اليوم، حيث وصل سعر “بيدون” الزيت إلى ما دون ٧٠٠ ألف ليرة سورية، بعد أن تجاوز المليون ونصف، ومن يتابع العروض على صفحات التواصل الاجتماعي يُدرك السبب الرئيسي للانخفاض، فأغلب عروض البيع مرتبطة بتراجع الوضع المعيشي وتأخر صرف الرواتب.
ومن خلال التواصل مع بعض العارضين لبيع الزيت على صفحات التواصل، قال محمود خليل من ريف حماة في حديث لصحيفة “الحرية”: لدي أربعة “بيدونات” ومضطر لبيعهم لتأمين احتياجاتنا اليومية، كوني بلا عمل ولا أتقاضى راتبي حالياً وكنت أتوقع بيعهم قبل سقوط النظام ب ٦ ملايين ولكن اليوم أعرضهم للبيع بمليونين ونصف أي ب ٦٥٠ ألف ليرة “للبيدون”.
أما جمال حمدان من ريف صافيتا فقال لدي “بيدونان” للبيع بسعر ٦٠٠ ألف للبيدون، وهما ليس من الفائض وإنما من المؤونة ولكن للضرورة والحاجة المادية اضطررت لعرضهم للبيع بعد أن توقفت الورشة التي كنت أعمل بها.
أحد العارضين قال: أعمل بتجارة الزيت وقد اشتريت كمية كبيرة، بسعر مليون و١٠٠ ألف ليرة، واليوم مضطر للبيع ب ٨٠٠ ألف ليرة، وهناك كثير من الأشخاص الذين اشتريت منهم يتواصلون معي لبيع ما كانوا يخزنوه للتجارة في فترات لاحقة عندما ترتفع الأسعار، وأوضح أن الانخفاض ليس فقط بسبب تردّي الوضع المعيشي وإنما لوجود عرض كبير للمادة في الأسواق بعد دخول الزيت من محافظة إدلب إلى المدن الأخرى والذي يتصف بجودة عالية وسعر أقل.
بينما يرى الدكتور إبراهيم الحداد في كلية الزراعة بجامعة دمشق أن انخفاض أسعار الزيت انعكس إيجاباً على حياة المواطن نظراً لضعف القدرة الشرائية والظرف الراهن بينما انعكس بشكل سلبي على الفلاح بسبب التكاليف العالية التي تحمّلها طيلة العام، وخاصة أن أشجار الزيتون تحتاج لعناية خاصة من تقليم دوري وسماد عدا عن تعرّضها لعملية “المعاومة” أي إنتاجها غزير عام وضعيف في العام المقبل، وذلك حسب الواقع الفيزيولوجي للشجرة.
مضيفاً في حديث خاص لصحيفة “الحرية”: إن أسعار الزيت كانت تعطي مردوداً جيداً للمزارع في نهاية الموسم، وبالتالي يعوّض التكاليف الباهظة التي تكبّدها والجهد الذي بذله طيلة العام.
وأشار الحداد إلى أن انخفاض أسعار الزيت ستترك آثاراً سلبية على زراعة أشجار الزيتون وإنتاجها من الزيتون بشكل عام.
ومع تردّي الواقع المعيشي يتوقع بعض الخبراء المهتمين بالشأن الزراعي تراجع الأسعار أكثر بسبب الوضع الاقتصادي الراهن وخسارة عدد كبير من الناس لأعمالهم ووظائفهم.