الحرية- طلال الكفيري:
لم يعد شراء سيارةٍ بالنسبة للكثيرين من أهالي السويداء، ومهما كان نوعها ذلك الحلم الذي من المستحيل أن يتحقق على أرض الواقع، وخاصة بعد أن أضحى سوق بيع السيارات يشهد ومنذ سقوط النظام البائد، انخفاضاً كبيراً بأسعارها.
عدد من المواطنين ذكروا لصحيفة الحرية أن أسعار السيارات المتداولة في أسواق مبيعها باتت مغرية للغاية، ولا سيما بعد أن كانت ضرباً من الخيال في الفترات الماضية، وهذا مرده حسب تعبيرهم إلى دخول سيارات حديثة من حلب وإدلب بأسعار مقبولة، ما دفع الكثيرين وممن كانوا يملكون سيارات قديمة، للتخلي عن اقتنائها والذهاب لشراء سيارة أحدث، وهذه العملية التبادلية ما بين المبيع والشراء، أدت إلى تحريك العجلة التجارية في أسواق بيع السيارات، بعد أن كانت شبه معدومة أيام النظام المخلوع.
فمن كان يُصدق أن بعض أنواع السيارات، على سبيل المثال ” لادا” يصل سعرها حالياً إلى حوالي 1800 دولار. فضلاً عن ذلك فقد تراجعت بعض أنواع السيارات التي وصلت أسعارها فيما مضى إلى 20 ألف دولار مثل” الكيا سيراتو” إلى 5 آلاف دولار، بينما سيارات البيك آب القديمة فقد تراوحت أسعارها بين 1500 إلى 2000 دولار.
من جهة أخرى حذّر عدد من أصحاب المكاتب من شراء السيارات غير النظامية، وخاصة بعد أن أضحت أسواقها تشهد ازدياداً ملحوظاً، لكون هذا النوع من السيارات من غير الممكن تسجيلها لدى مديرية النقل، حيث من المُحتمل أن تكون مسروقة.
الخبير الاقتصادي طارق حمزة أوضح لصحيفة الحرية أن الانخفاض الكبير بأسعار السيارات يعود إلى فتح باب الاستيراد، إضافة لتخفيض الرسوم الجمركية من 300 بالمئة إلى حدود 30 بالمئة، والسبب الآخر مرده إلى زيادة العرض من السيارات في الأسواق، وخاصة التي تم إدخالها من دول الخليج، والدول الأوروبية وذلك عن طريق إدلب ومعبر نصيب الحدودي، عدا عن تنافس الشركات على استقدام السيارات الأفضل وبأسعار منافسة.
ولفت حمزة إلى أن ارتفاع السيارات في عهد النظام البائد يعود إلى إصداره قوانين وقرارات حدت من إدخال سيارات حديثة إلى البلد، وخاصة الرسوم الجمركية المفروضة عليها، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وحالياً وبعد زوال النظام البائد، انخفضت أسعار السيارات، والتي من المرجح أن تنخفض أكثر في الأيام القادمة.