الحرية- بشرى سمير:
تشهد أسواق الهواتف الخليوية في سوريا انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار بعد سقوط النظام البائد، الذي كان يفرض رسوماً جمركية مرتفعة جداً تفوق ثمن الجهاز نفسه، ما دفع العديد من المواطنين حينها إلى شراء أجهزة غير مجمركة، وخاصة من العلامات التجارية الشهيرة، مثل “آيفون وسامسونج”، واستخدامها فقط لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال جولة على محال بيع الهواتف والأجهزة الإلكترونية، لمسنا ارتياحاً كبيراً لدى الباعة والمشترين، وخاصة بعد قرار وزير الاتصالات في الحكومة المؤقتة السورية، حسين المصري، بإلغاء جمركة الأجهزة الخلوية بشكل كامل حتى شهر حزيران المقبل. وبعدها صدور قرار بتحديد أسعار الجوالات والرسوم الجمركية بما يتناسب مع مواصفات كل جهاز لمن يود الشراء بعد حزيران المقبل.
ارتياح شعبي
سوسن عفيف- موظفة، أشارت إلى أنها جاءت لشراء هاتف متطور بعد تخفيض الرسوم الجمركية على الأجهزة، ما أتاح لها خيارات أوسع بأسعار مناسبة.
فيما أكد محمد النبكي، صاحب محل لبيع الهواتف الخليوية، أن الأسعار شهدت انخفاضاً واضحاً، مبيناً أن تسعير الأجهزة يتم من قبل الشركات المستوردة وفقاً لسعر الصرف بالدولار الأمريكي، وهو العملة المسيطرة على السوق العالمية، وعند تحويل هذه الأسعار إلى الليرة السورية، يتأثر السعر مباشرة بتغيرات سعر الصرف.
أوضح النبكي أن التغيرات المستمرة في سعر الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي كان لها تأثير مباشر على أسعار الهواتف، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة تقدر بحوالي 20%. وأضاف:إن لكل هاتف سعراً يتناسب مع إمكانياته والمواصفات التي يتمتع بها، ما جعل الأسعار الحالية مقبولة لشريحة واسعة من المواطنين، مع توفر أجهزة بأسعار تبدأ من مليون ليرة سورية فقط.
فعلى سبيل المثال سعر جهاز سامسونج جالكسي A05 بمليونين و800 ألف ليرة سورية، وسامسونج جالكسي A05s بحوالي ثلاثة ملايين ليرة سورية. فيما بلغ سعر جهاز آيفون 14 برو (512 جيجابايت) 33 مليون ليرة سورية، وجهاز آيفون 14 برو ماكس (1 تيرابايت، بشريحة واحدة) 36 مليوناً و750 ألف ليرة.
وبالنسبة لهواتف تكنو (TECNO)، فتتراوح أسعارها بين مليونين و 800 ألف ليرة إلى ثلاثة ملايين.
الخبير الاقتصادي الدكتور سامر الأيوبي، أوضح أن الانخفاض الحالي في أسعار الهواتف يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها رفع القيود الجمركية، وانخفاض سعر صرف الدولار مؤخراً أمام الليرة السورية، ما قلل تكلفة الاستيراد.
ولفت الأيوبي إلى أن تحسن تدفق الهواتف إلى السوق، وزيادة المنافسة بين المستوردين، أدّيا إلى تعزيز العرض، ما ساهم في تراجع الأسعار. وأكد الأيوبي أن استمرار هذا التوجه مرهون بالاستقرار الاقتصادي وسعر الصرف، حيث تبقى التغيرات المتسارعة عاملاً مؤثراً قد يعيد رفع الأسعار في المستقبل.
وأضاف: بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن سوق الهواتف الخليوية في سوريا يشهد فترة انتعاش نسبي، مع إمكانية استفادة شريحة أكبر من المواطنين من العروض المتاحة، ما يعكس تأثير القرارات الاقتصادية على الحياة اليومية للمستهلكين.