الحرية – علام العبد:
ونحن نشهد إعادة الروح للصحافة الورقية، من خلال الانطلاقة الواثقة لصحيفة “الثورة السورية” التي انتظرناها طويلاً بشغف، وشوق يفيض بين السطور، وبلهفة تعانق المعاني قبل أن تكتب.
وأخيراً، ها هي “الثورة السورية” بين أيدينا، تحمل في صفحاتها نبض النصر وروح الحرية، لتأخذنا في رحلة بين كلمات تكتب بحرية، تفضح المزيف، وتعري الواقع أفراداً وجماعات وحالات، بجرأة عالية وبلا مواربة أو خجل أو نفاق أو تزييف.
مع الولادة الجديدة لصحيفة” الثورة السورية ” بحلتها ونكهتها الجديدة والمختلفة يمكن القول إن الصحافة الورقية في سوريا عادت لتعبر عن مرحلة من التغيير الجذري في طريقة التفكير الصحيح أو في النظرة للواقع، حيث تقوم بإعادة تقييم المواقف بطريقة جديدة، إنها تشير إلى تحول عميق يحدث غالباً نتيجة تجربة معينة، ما يؤدي إلى إعادة بناء البيت الداخلي وتغيير النظرة للعالم من حولنا..
إن إعادة إصدار صحيفة” الثورة السورية” ورقياً سيكون له نكهة خاصة بسبب طابعها الحصري الذي لا ينافس السرعة الفورية للصحافة الإلكترونية، فهي ستقدم تحليلات معمقة ومحتوى مجمع يعتمد على قواعد مهنية صارمة في الجمع والتحرير، كما توفر للصحفي مساحة أكبر للتعبير الأدبي والفني في الكتابة، وتمنح القارئ تجربة حسية فريدة في تصفح الأخبار والمعلومات، وتبقى مصدراً أساسياً لنشر الوعي وتنمية الفكر.
ولا شك أن الأزمات المختلفة التي عصفت بالصحف الورقية في بلادنا خلال حكم النظام البائد قد فسحت المجال لازدهار الصحافة الرقمية بمختلف أنواعها، ومن المؤسف أن انتشار الصحف والموقع الرقمية قد ساعد على انتشار الأخبار الزائفة والملفقة والموجهة وعدم قدرة أي جهة رسمية على مراقبة ما يبث فيها. لذلك تحرص اليوم الإدارة الجديدة للبلاد على إعادة بناء منظومة إعلامية صحيحة ذات مصداقية، من خلال توفير الدعم اللازم للصحافة الورقية وجعلها وسيلة للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والزائفة التي تبث في الصحف والمواقع الرقمية وسائل التواصل الاجتماعي.
باختصار؛ مع صدور صحيفة “الثورة السورية” وقريباً صحيفة “الحرية” القارئ لم يعد بحاجة للبحث عن الأخبار، ولا عن مكانٍ يضع فيه صوته، سيجد في رحاب الصحافة الورقية السورية ما ينيره بالرأي، وما يبحث عنه من وجهات نظر، ومن مناقشات، سيجد الكلمة الفاعلة والساحرة من قلم وفكر يخطفان القلوب والأبصار عبر صحافة تفاعلية، تخدم التنمية، من أبرز مرتكزاتها المهنية والمصداقية في الطرح ترتبط بالتوثيق من خلال الصورة والمعلومة أيضاً، فالصحافة الورقية وما يكتب عليها من تغطيات وأحداث محلية ووطنية هو توثيق حقيقي للأجيال الجديدة التي لن تجد المصداقية والمهنية الحقيقية والتدقيق والتوثيق واحترام قيم المجتمع.. والمبادئ الوطنية إلا في الصحافة الورقية التى تقف دائماً بأدواتها ورموزها وكوادرها.. وكتابها سنداً ومعيناً للوطن.. وبناء وعي معرفي وتنويري للمواطن.