انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي بسوريا “BLRS”

مدة القراءة 9 دقيقة/دقائق

الحرية – زهير المحمد:
أطلقت وزارة الزراعة وبالتعاون مع منظمة الفاو المرحلة الثانية من مشروع بناء الصمود BLRS المموّل من وزارة الخارجية البريطانية.
وبهذه المناسبة أقيمت بفندق غولدن المزة بدمشق ورشة للتعريف بأهداف المشروع وما تم تنفيذه في المرحلة الأولى.

ضرورة تضافر الجهود

وفي الكلمة الافتتاحية أكد وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر، أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية لتطوير القطاع الزراعي ابتداء من البنى التحتية وصولاً الى المزارع، مضيفاً: لا يخفى على أحد العقبات والتحديات التي تواجه القطاع الزراعي ولاسيما أنه تحمل الكثير من الأضرار بعهد النظام البائد من ترهل وفساد وأرث سيئ تسبب ذلك بخروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية عن الاستثمار نتيجة لما تعرض له المزارعون من تهجير قسري، وللكثير من الضغوط الاقتصادية والأمنية، كما تعرضت البنية التحتية لتدمير ممنهج وخاصة أنظمة وقنوات الري وهذا أسهم بتراجع وتدهور القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.

وزير الزراعة: يصب بدعم المزارعين لتحقيق الإنتاج المطلوب والنهوض بالقطاع الزراعي ككل

وقال الوزير بدر: يمكننا وصف القطاع الزراعي بعهد النظام البائد بالرجل المريض ويجب تضافر جميع الجهود للنهوض بالقطاع، وحالياً وبعد التحرير تبذل الوزارة جهوداً كبيرة لإعادة بناء القطاع الزراعي وإزالة العقبات والتحديات ووضع قواعد متينة للانطلاق بالقطاع وتطويره.
وختم الوزير بدر حديثه بتقديم الشكر لمنظمة الفاو التي كانت سباقة بطرح وتنفيذ مشاريع تفيد المزارعين والقطاع الزراعي، منوهاً بأن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا تصب بدعم المزارعين لتحقيق الإنتاج المطلوب والنهوض بالقطاع الزراعي ككل.

استهداف ١١٤ ألف أسرة

بدوره تطرق جايمسون زفيزفاي مدير مشروع بناء الصمود المحلي بسوريا إلى التعريف بالمشروع ومكوناته الأساسية والأهداف والنشاطات والمواقع المخطط العمل بها خلال المرحلة الثانية من المشروع، واستعرض أهم الإنجازات والأحداث من المرحلة الأولى، منوهاً بأن المشروع “سفينة” كبيرة جداً مليئة بالمساعدات التقنية، وبالسياق الموجود نأمل بأن نستهدف ١١٤ ألف أسرة، وهناك تعاون وثيق مع وزارة الزراعة السورية بعدة مجالات بمقدمتها أنظمة إنتاج البذار لتأمين الأمن الغذائي لتلك الأسر، مضيفاً: نأمل بتضافر جميع الجهود لإعادة كل المزارعين للإنتاج ولينخرطوا بالاكتفاء الذاتي وهذا الأمر من أهداف المرحلة الثانية من المشروع.

إيجابيات

من جانبها، تطرقت سلمى حقي مسؤولة التواصل والاعلام في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سوريا إلى موضوع دعم القدرة على صمود نظم الأغذية الزراعية بسوريا، وبمداخلتها تم عرض بصري حول العمل الميداني لمشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي، منوهة بأنه تم توجيه أسئلة لحوالي ٨١ ألف أسرة مستفيدة من المشروع حول الفائدة منه، والذين أكدوا بالإجماع أنه أسهم بشكل إيجابي على أعمالهم الزراعية.

١٩٠ حريقاً خلال ٢٠٢٥

وتحدث مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور سعيد إبراهيم حول مسألة الجفاف والحرائق والتدخلات العاجلة المطلوبة من الشركاء، مشيراً إلى أن سوريا تعاني من حالة جفاف لم تشهدها منذ نحو ٥٠ عاماً، وخلال السنوات العشر الماضية شهدنا تغيرات مناخية أثرت بشكل كبير في المحاصيل الزراعية وخاصة محصول القمح.

زفيزفاي: المشروع “سفينة” مليئة بالمساعدات التقنية ونأمل بأن نستهدف ١١٤ ألف أسرة

وفيما يتعلق بالحرائق، بيّن إبراهيم أنه ومنذ بداية عام 2025 إلى الآن تعرضت سوريا لـ 190 حريقاً في الغابات وبلغت المساحات المحروقة 25 ألف هكتار، وتعدّ هذه المساحات كبيرة جداً إذا ما قارناها مع السنوات الماضية.
وأكد إبراهيم أن التدخلات على المدى المتوسط تكمن بتجهيز طائرتي إطفاء، وتجهيز وإعداد فرق إطفاء مدربة، وشق طرق حراجية.

وضع إنساني صعب

وتطرقت مسؤولة الطوارئ وإعادة التأهيل في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بسوريا سحر فلال إلى خطة عمل المساعدة العاجلة وتعزيز الصمود المعدة من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، كما ركزت بمداخلتها على مسألة الجفاف والتدخلات العاجلة المطلوبة من الشركاء، وأكدت أنه ونتيجة للحرب فإن سوريا تعاني من وضع إنساني صعب، وبالأرقام هناك حوالي 14 مليون شخص في سوريا يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي، 1,3 منهم يعانون من انعدام غذائي شديد، و5,5 منهم في خطر التعرض لانعدام الأمن الغذائي الحاد، و٩٠ بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، مضيفة: عندما ننظر إلى العائلات التي نزحت خلال الحرب فإننا نجد بأن لديهم احتياجات كبيرة، مع العلم أن استراتيجيات التكيف في معظم الأحيان تكون سلبية، إذ ينقصهم الكثير من مقومات الحياة وخاصة الخدمات الأساسية.

إبراهيم: سوريا تعاني من حالة جفاف لم تشهدها منذ ٥٠ عاماً

وأضافت فلال: لقد تأثر القطاع الزراعي كثيراً خلال ١٤ عاماً من الحرب، إذ تم تدمير قسم كبير من بنيته التحتية وخاصة أنظمة الري، وما زاد من حجم الكارثة هو ما تشهده سوريا من جفاف قاسٍ، لافتة الى أن “الفاو” قامت بإطلاق خطة عمل مدتها ٣ سنوات الغاية منها الانتقال إلى ما بعد مرحلة الطوارئ بالقطاع الزراعي وكيف نستطيع دعم التعافي والاستدامة للأنظمة الزراعية بسوريا، ونحاول أن نبني على الدعم الإنساني وتدخلاتنا على المستوى المتوسط والطويل، ونحاول أن يصل دعمنا إلى حوالي ١.٦ مليون أسرة خلال ٣ سنوات القادمة، وسنحاول التوسع بمشروع تعزيز القدرة على الصمود على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات، ونؤمن أن ما نقوم به سيسهم في تأسيس أنظمة زراعية مستدامة وشاملة قادرة على الصمود.

العتل: ١١٤ ألف أسرة مستفيدة من المشروع

أسوأ مرحلة جفاف

وتحدث كبير مسؤولي البرامج في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بسوريا بيري توماسو حول استجابة المنظمة لمشكلة الجفاف حسب خطة عمل المساعدة العاجلة وتعزيز الصمود التي أعدتها المنظمة وخطة عمل منظمات الأمم المتحدة، مؤكداً أن سوريا تعاني من أسوأ مرحلة جفاف تأثرت منها أكثر من ٤٠٠ ألف أسرة، وانخفض إنتاج محصول القمح بسوريا لدرجة كبيرة جداً، كما أنه لم يتم استثمار إلا حوالي ٤٠ بالمئة من الأراضي الزراعية، مضيفاً: مستويات الفقر المرتفع سيؤثر سلباً على الاستقرار الاجتماعي، لذلك يجب أن نبدأ بمنع الخسارات وتعزيز الأمن الغذائي، الفاو تقوم بخطة استجابة للجفاف وستقدم ٦٦.٦ مليون دولار لتقديمها لحوالي ٦٠٠ ألف مزارع لشراء البذار، ومساعدة المزارعين لشراء السماد وإطلاق حملات لقاح للثروة الحيوانية وإعادة تأهيل الآبار الزراعية، واستخدام تقنيات حصاد المياه، كما تقوم الفاو بإنتاج دراسات مهمة تتعلق بإعادة تأهيل قنوات وأنظمة الري بسوريا…

الهدف تحسين الإنتاج الزراعي

وأوضح ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالإنابة في سوريا طوني جميل العتل أن الاجتماع اليوم كان هدفه إطلاق المرحلة الثانية من مشروع بناء الصمود المحلي بسوريا والذي يهدف بشكل أساسي إلى تحسين الإنتاج الزراعي من خلال دعم المزارعين بشقيه النباتي والحيواني وإعادة تأهيل شبكات الري لإقامة أنشطة مولدة للدخل وهذا كله يصب بتحسين دخل المزارعين وتحسين الأمن الغذائي لهم عبر زيادة الإنتاجية.

فلال: نسعى إلى الوصول الى ١.٦ مليون أسرة خلال ٣ سنوات

وكشف العتل أن عدد المستفيدين من المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا من كل النشاطات يصل إلى ١١٤ ألف أسرة، تضم نحو ٧٠٠ ألف فرد، وتقدر القيمة المالية بحوالي ٢٦ مليون دولار.
وبيّن العتل أن المرحلة الثانية من المشروع ستكون مدتها ٣ سنوات، وبنهاية هذه المرحلة عام ٢٠٢٨ ستقرر بعدها الدول المانحة إن كانت ستطلق المرحلة الثالثة من المشروع بناء على النتائج المحققة من المرحلة الثانية.

تحفيز الجهات المانحة

وفي تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية” بيّن المهندس أياد تيسير دعبول من المركز السوري للتنمية المستدامة والتمكين المجتمعي أنه تمت خلال الاجتماع مناقشة المرحلة الأولى من المشروع البريطاني الذي استفاد منه مجموعة من النحالين السوريين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة وأهمها “الفاو”، ونأمل في المرحلة الثانية والثالثة بأن يكون هناك تعاون ما بين المركز السوري للتنمية المستدامة والتمكين المجتمعي بالإضافة إلى المنظمات الدولية لتطوير قطاع النحل بموجب برنامج التنمية الريفية وتنمية المشاريع المولدة للدخل.

دعبول: أهمية المشروع تكمن في تحفيز الجهات المانحة لتطوير آلية الدعم للقطاع الزراعي

ونوه المهندس دعبول بأن أهمية المشروع هو تحفيز الجهات المانحة لتطوير وزيادة آلية الدعم للقطاع الزراعي وهذا من أهم مخرجات اللقاء اليوم الذي شددت عليه وزارة الزراعة والمنظمات الدولية.
الجدير ذكره أن المشروع يهدف إلى تمكين المجتمعات الزراعية الريفية الهشة من التكيّف مع الصدمات وتعزيز أمنهم الغذائي وزيادة دخلهم، ويسهم المشروع في تعافي القطاع الزراعي وتعزيز القدرات الفنية لكوادر الوزارة مثل الإرشاد الزراعي والأطباء البيطريين والخبراء في البذار والري، ويركز المشروع على تمكين النساء والشباب من إنشاء مشاريع زراعية مبتكرة مربحة وقابلة للاستمرار لتوليد دخل مستقل ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز المساواة بين الجنسين.

Leave a Comment
آخر الأخبار
انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي بسوريا "BLRS" في ندوة حول أمراض الزيتون..  اتحاد فلاحي اللاذقية: المزارعون الأكثر معاناة.. والقطاع بحاجة إلى التكا... سوريا- العراق.. تقارب اقتصادي يعيد خط كركوك- بانياس إلى الواجهة.. أمن الطاقة وتنويع مسارات التصدير و... وزير الثقافة يفتتح فعاليات "حمص تاريخ يُروى وثقافة تُبنى"من قصر الثقافة عمّان محطة اختبار أخرى للمسار السوري.. اجتماع سوري أردني أمريكي.. هل يكون الخيط الأول في حياكة قماشة... سوريا في المركز الثالث عالمياً بجائزة مدارس التميز البرمجي للموسم الحالي إنقاذ القطاع مرهون بتطبيق قرار منع المجمّد.. موجة الحر تفتك بقطعان الدواجن رئيس غرفة زراعة حلب متفائل بإنتاج فروج محلي وفير يغطي الاحتياجات اليومية.. ولا غلاء بأسعار المادة هل نجمّل ملامحنا أم نخفي هشاشتنا؟.. عمليات التجميل سباق محموم خلف صورة مثالية لا تعكس الواقع أولمبينا إلى لبنان استعداداً لكأس آسيا