انعدام إنتاج المحاصيل العلفية وقلة المراعي في درعا رفعا تكاليف تربية الماشية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – وليد الزعبي:
حال تربية قطعان الماشية في الفترة الحالية لا يسر أبداً، إذ إنه مع حالة انحباس الأمطار التي سادت في الشتاء الفائت، انحسرت المراعي الطبيعية، كما لم يتم حصاد أي من المحاصيل العلفية، حتى مادة التبن لم تتوافر بالكميات المناسبة، وقلتها تسببت بارتفاع أسعارها، وهذا ما أرغم المربين على الاعتماد بشكل شبه كلي على شراء الأعلاف المركزة بأسعارها المرتفعة.
وبين عدد من المزارعين أن قلة الهاطل المطري للموسم الماضي تسبب بعدم حصاد المحاصيل العلفية التي تزرع بعلاً، وبمختلف أنواعها من الجلبانة والكرسنة والبيقية، حتى إن الكثير من المزارعين استدركوا الأمر ولم يزرعوا مساحات كبيرة كما في المواسم السابقة، لتجنب تعرضهم لخسارة كبيرة من جراء تبدد تكاليف الزراعة لكونها ليست بقليلة.
كما أشاروا إلى أن المراعي الطبيعية لم تكن حاضرة للموسم الفائت، وحتى بقايا الحصاد التي عادة ما يتم استئجارها لرعي قطعان الماشية كانت قليلة، وفيما يخص مادة التبن ارتفع سعرها لأكثر من الضعف لقلة توفرها مع انحسار المساحات القابلة للحصاد من محصولي القمح والشعير واقتصارها على المساحات المروية، وأكدوا أن هذا الواقع فرض عليهم تكاليف تربية مرتفعة لاعتمادهم على شراء الأعلاف سواء من الخلطات المركزة أو من المواد الداخلة فيها منفردة حسب القدرة الشرائية لهم والاحتياج، وهذا لا شك رفع من تكاليف التربية، ودفع بعض المربين إلى زيادة مبيعهم من الماشية لتغطية تلك التكاليف.
وأملوا أن يتم تخفيض أسعار المقنن العلفي الذي يسلم من المؤسسة السورية للأعلاف، حيث إنها مقاربة لأسعار السوق وتفتقر لأي دعم حقيقي، وإن كان بعضها منخفضاً قليلاً عن السوق، فإن الفارق يذهب كأجور نقل، كما طالبوا بالبيع الآجل بضمانات معينة كما في القطاع الخاص، لكون أغلب المربين ليست لديهم القدرة على تسديد ثمن الأعلاف دفعة واحدة.
لدى تتبع أسعار مادة التبن في السوق، يلاحظ أن التبن الأبيض يتراوح بين ١٥٠٠ و١٧٠٠ ليرة للكيلو الواحد والأحمر بين ٢٥٠٠ و٣٠٠٠ للكيلو، وبالطبع هذه الأسعار التقديرية حسب متابعين للشأن الزراعي تعد مرتفعة إذا ما قورنت بالموسم الماضي نتيجة الجفاف وخروج معظم المحاصيل عن الإنتاج، حيث كان سعر كيلو التبن الأبيض في موسم العام الماضي حوالي ٦٠٠ ليرة للكيلو والتبن الأحمر حوالي ١٢٠٠ ليرة.
وأوضح رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مدير زراعة درعا المهندس حسن الأحمد لصحيفتنا الحرية، أن إجمالي المساحات المخططة من المحاصيل العلفية للموسم الفائت بلغت ١١٧٠٠ هكتار، لكن الذي نفذ أقل من ذلك بكثير بسبب ضعف الهاطل المطري، حيث لم تتجاوز المساحة المنفذة ٣٣٣٣ هكتاراً، موزعة بين ١٢٠٨ هكتارات جلبانة و٩٣١ هكتار كرسنة و١١٩٤ هكتار بيقية، وحتى هذه المساحة المحدودة كان إنتاجها صفراً لكونها بعلية.

Leave a Comment
آخر الأخبار