الحرية – دينا عبد:
يُعتبر اليوم الأول في المدرسة دون مرافقة الأم لابنها وعدم وجودها بقربه مليئاً بالمشاعر المتضاربة، فقد يشعر الطفل بالخوف والقلق من المجهول، مع العلم أنه يكون محاطاً بأطفال آخرين، ولكنهم غير مألوفين بالنسبة له، فالإشارات الصوتية والحركة من حوله قد تُسبب له التوتر والخوف.
وقد يشعر بالحماس لاستكشاف بيئة جديدة، وهذا قد يساعد المعلم في تهدئته، ويسهم في قدرة الطفل على تكوين صداقات جديدة، ومع مرور الوقت، يشعر بالراحة ويبدأ في الاستمتاع بالتجارب التعليمية، دعم الأهل من بعيد، حتى من خلال رسائل تشجيعية، يُعزز ثقته ويجعل تجربة المدرسة أكثر إيجابية.
الاستشارية التربوية رُبا ناصر بيّنت خلال حديثها لصحيفتنا “الحرية” أن انفصال الطفل عن أمه في أول يوم في المدرسة يمكن أن يكون تجربة متوترة لكلا الطرفين، حيث يجب التعامل معه بشكل هادئ وتطبيق بعض النصائح لتسهيل هذه العملية، ويجب التحضير المسبق قبل بداية المدرسة عن طريق إخبار الطفل عن المدرسة وما يمكن توقعه، وكذلك يمكن أن تتحدث الأم مع طفلها عن أصدقائه الجدد والمعلمين وأوقات اللعب.
ويمكن للأم زيارة المدرسة، إذا كان ممكناً، مع الطفل قبل يومه الأول؛ فهذا سيساعده على التعود على المكان ويشعر براحة أكبر، ومن الضروري أن نجعل الطفل يعرف أن أمه ستكون دائماً معه في التفكير، حتى لو كانت بعيدة عنه، مع تجنبها إظهار القلق، لأن الأطفال يتأثرون بمشاعر الأهل، فإذا كان يشعر بالقلق أو الحزن، يمكن التحدث معه عن تلك المشاعر وأنها طبيعية، مع التركيز على الإيجابيات وتذكير الطفل بالأشياء الممتعة التي يمكنه القيام بها في المدرسة، مثل اللعب مع الأصدقاء أو التعلم عن أشياء جديدة.
وبعد انتهاء اليوم الأول، يجب سؤال الطفل عن تجربته، ومن واجب الأم أن تُشعر طفلها بأنها مهتمة، هذه المحادثات جميعها ستساعده على مشاركة مشاعره وتجربته، فالسنوات الأولى للمدرسة تمثل فرصة للتعلم والنمو، ومن الطبيعي أن يشعر الأطفال بالقلق في البداية.
ونحن نؤكد دائماً على التهيئة النفسية قبل دخول المدرسة، وتذكير الطفل بأنه سيخوض تجربة جديدة وجميلة، ونرسم في مخيلته تصورات عن المرحلة المدرسية والأصدقاء الجدد والمعلمين، ليكون متأهباً ومستعداً لخوض التجربة وتخفيف وطأة الخوف من فراق الأم والابتعاد عن جو المنزل.