اهتمام واسع بحديث الرئيس الشرع في مؤتمر الرياض.. رؤية اقتصادية واعدة نحو المستقبل

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح :

أكد الإعلامي المتخصص بالشؤون الاقتصادية أحمد العمار، أن حديث السيد الرئيس أحمد الشرع خلال الجلسة الحوارية في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2025» الذي اختتم أعماله في الرياض، يعد بمثابة رسائل طمأنة للمستثمرين بأن القادم أفضل وأن الاقتصاد السوري يسير بخطى ثابتة، وأن سوريا ودّعت إلى غير رجعة ما يمكن وصفه بـ”التشبيح” الاقتصادي الذي مارسه النظام البائد بحق المستثمرين.

ووصف العمار في حديثه لـ”الحرية”، كلام الرئيس الشرع بالمقنع والشفاف، والأهم الخالي من التعقيد، حيث وضع الأمور ضمن سياقها المبسط، وهو ما جعل حديثه محط اهتمام قادة الاقتصاد الحاضرين للمؤتمر من رجالات المال والأعمال والتكنولوجيا والعقار والتمويل، والذين أنصتوا باهتمام وبإصغاء شديد لما قاله الرئيس الشرع، فضلاً عن أنه كان محط اهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام ووسائط التواصل.

وأضاف العمار: الرئيس الشرع أكد بأن سوريا استطاعت خلال الاشهر الماضية التي تلت التحرير، جمع ما يقارب من 28 مليار دولار، وهو رقم قياسي نظراً لخصوصية الحالة السورية، لافتاً إلى أن هذا الرقم سيرتفع بعد المشاركة السورية في المؤتمر، خصوصاً وأن هناك ما يقارب 6,4 مليار دولار استثمارات سعودية سيتم ضخها في السوق السورية، وقرابة 14 مليار دولار استثمارات لشركات مختلفة، وهذه الأرقام ستؤدي إلى تحريك النشاط الاقتصادي في سوريا برمته.

وحول خصوصية العلاقة بين سوريا والسعودية أشار الإعلامي العمار، إلى أن الحضور السعودي إلى جانب سوريا يعد بمثابة جواز مرور لسوريا إلى العالم، إذ إن أغلب الشركات وقطاع الأعمال في المملكة هو قطاع يعتمد على شراكات عالمية، لذلك فعندما نتحدث مع هذه الشركات وتتواصل معها، فأنت تتحدث مع العالم الذي سيصغي إليك باعتبارك موثوقاً من قبل هذه الشركات السعودية ذات الشراكات العالمية.

وبيّن أن المجالات التي يمكن لسوريا أن تستفيد فيها من الشراكة السعودية متعددة، فالمملكة لديها خبرة طويلة بمجال الطاقة بشقيها التقليدي (النفط والغاز) والطاقة المتجددة، وأيضاً في تجربتها بتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط لزيادة دخلها، من خلال الاعتماد في ذلك على القطاعات الأخرى غير النفطية، حيث بلغ اعتماد السعودية على القطاعات غير النفطية ما يعادل 56% من حجم قوة الاقتصاد السعودي، لافتا إلى أن سوريا تحتاج إلى الاستفادة من هذه التجربة الرائدة في ترميم بنيتها التحتية وإعادة بناء اقتصادها على أسس سليمة، ولا شك بأن السعودية قادرة على المساعدة في هذا الاتجاه، خصوصاً وأن لديها فائضاً في السيولة وصندوق ثروة سيادية يستطيع من خلاله المساعدة في تمويل المشاريع في سوريا.

وأوضح العمار أن السعودية قطعت شوطاً مهماً مجال الثورة الرقمية واعتماد التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وسوريا تحتاج إلى كل هذه الخبرات التي راكمتها المملكة في هذا الجانب، ولديها – أي سوريا- الاستعداد والإرادة لكنها بحاجة الأشقاء الذين يرغبون في ضخ استثماراتهم في هذا المجال.

واختتم العمار حديثه بالإشارة إلى قول الرئيس الشرع “نريد إعادة بناء سوريا من خلال الاستثمار، ولا نريد أن يتم ذلك من خلال المساعدات والمعونات”، موضحاً أن هذا التوجه يهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام، بعيداً عن الاعتماد على الدعم الخارجي الذي غالباً ما يكون مشروطاً أو محدود الأثر.

Leave a Comment
آخر الأخبار