الحرية ـ أنطوان بصمه جي :
شهد مسرح نقابة الفنانين في حلب، مساء اليوم، حفلاً غنائياً استثنائياً، نظمته مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع نقابة الفنانين، لإطلاق فعاليات حملة “حلب ست الكل” الكبرى، والتي تهدف إلى حشد الطاقات المجتمعية والدعم لإعادة إعمار المدينة.
شهد الحفل حضوراً جماهيرياً لافتاً، تجاوز كونه أمسية فنية تقليدية، ليكون رسالةً مفادها أن إعادة البناء تبدأ بإحياء الروح، وأن مدينة حلب برغم كل التحديات ما تزال تنبض بالحياة والإبداع والموسيقى.

أدار دفة الحفل في جزئه الأول الفنان نهاد خيري، الذي أطرب الحضور بوصلة غنائية طربية، نقل فيها روح الحضور في رحلة عبر الزمن إلى أعماق التراث الحلبي الأصيل. حيث قدم وصلات من القدود الحلبية العتيقة التي تلامس شغف القلب، إلى الموشحات التي تعلو في أزقة المدينة القديمة، مروراً بباقة من الأغاني الشرقية الطربية، مثبتاً بما قدمه من فنون موسيقية أن حلب ستظل دوماً منارة للموسيقى والطرب.
في الجزء الثاني من الحفل، قدّمت فرقة “روح” الموسيقية، بقيادة المايسترو بهجت سرور مزيجاً متميزاً بين الألحان الشرقية واللمسات الكردية التراثية، مما أوجد فضاءً موسيقياً فريداً.
وكانت مشاركة الفنانة عائشة أوسو إضافة نوعية، حيث قدّمت مجموعة من الأغاني العربية والتراثية بصوت قوي وعفوي، لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي تفاعل بحماس، معبراً عن تلاحم نسيج المدينة الاجتماعي بألوانه المتعددة والجميلة.

وشكل الحفل الغنائي اللبنة الثقافية الأولى في مشروع إعادة الإعمار، ضمن إطلاق حملة “حلب ست الكل” التي تقام تحت إشراف محافظة حلب والجهات الرسمية في المدينة، والتي تسعى إلى توحيد الجهود الرسمية والشعبية والمجتمعية، مؤكدة أن إعادة إعمار الحجر يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع إعادة إعمار الإنسان وروحه.
الحدير بالذكر أن الأمسية الغنائية كانت بمثابة إعلان للعالم بأن أهالي حلب، بأصالة تراثهم وبتنوعهم الثقافي الثري، وبكرام أهاليها القادرين على تحويل الصعوبات إلى محطات إنجاز، وأنهم بالغناء والفن يبدؤون مشوارهم الطويل لإعادة الحياة إلى “ست الكل”، لتبقى حلب عاصمة الشمال السوري في الاقتصاد والصناعة والموسيقى والطرب قادرة على النهوض من جديد.