باراك يدعو مجلس النواب الأمريكي لإسقاط قيصر وإنهاء زمن العقوبات

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية:

دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، مجلس النواب الأمريكي إلى اتخاذ خطوة مماثلة لما فعله مجلس الشيوخ، والتصويت لصالح إلغاء قانون قيصر المفروض على سوريا، مؤكداً أن هذه الخطوة ستسهم في إنعاش الاقتصاد السوري وتسريع وتيرة إعادة الإعمار.

وفي مقال نشره عبر حسابه في منصة “X”، أشار باراك إلى أن مجلس الشيوخ أبدى رؤية بعيدة المدى حين صوّت لصالح إلغاء قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، وهو قانون عقوبات أدى غرضه الأخلاقي في مواجهة النظام السوري السابق، لكنه بات اليوم عبئاً يخنق شعباً يسعى للنهوض من تحت الركام. وأضاف أن على مجلس النواب أن يتخذ الموقف ذاته، ويعيد للشعب السوري حقه في العمل والتجارة واستعادة الأمل.

وأوضح باراك أن إصدار الكونغرس لقانون قيصر عام 2019 جاء في سياق عالمي يشهد فظائع لا تُغتفر، وكانت العقوبات حينها أداة مناسبة، إذ جُمّدت الأصول، وقُطع التمويل غير المشروع، وعُزل النظام الوحشي. غير أن سوريا بعد الثامن من كانون الأول 2024، ومع تنصيب حكومة جديدة، لم تعد كما كانت في 2019، فقد تبنّت القيادة الجديدة نهجاً منفتحاً، وبدأت مسار المصالحة مع دول الجوار مثل تركيا والسعودية والإمارات ومصر، وكذلك مع الدول الغربية.

وفي السياق ذاته، ذكّر باراك بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن من الرياض في الثالث عشر من أيار الماضي رفع العقوبات عن سوريا، ثم حوّل هذا الإعلان إلى سياسة رسمية حين أصدر أمراً تنفيذياً في الثلاثين من حزيران، ألغى بموجبه معظم العقوبات اعتباراً من الأول من تموز.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات نقلت السياسة الأمريكية من منطق العقاب إلى منطق الشراكة، ما أرسل إشارات واضحة للمستثمرين والحلفاء بأن الولايات المتحدة باتت تقف إلى جانب جهود إعادة البناء، لا إلى جانب القيود.

وأكد باراك أن إلغاء العقوبات لا يُعد منّة أو تنازلاً، بل هو خيار إستراتيجي يتيح للحلفاء والمستثمرين من القطاع الخاص المساهمة في إعادة بناء البنية التحتية الحيوية في سوريا، من كهرباء ومياه ومدارس ومستشفيات. وحذّر من أن استمرار العقوبات يعني معاقبة المعلمين والمزارعين وأصحاب المتاجر الذين يُفترض أن يكونوا في طليعة عملية التعافي، مشدداً على أن رفع العقوبات ضرورة وليس استرضاءً.

وفي ختام مقاله، عدّ باراك أن الرئيس ترامب ومجلس الشيوخ أظهرا شجاعة سياسية، وعلى مجلس النواب أن يُكمل هذا المسار ويلغي قانون قيصر، مشيراً إلى أن الإلغاء لا يعني طمس التاريخ، بل إعادة كتابته بلغة التجديد بدلاً من الانتقام.

كما كشف أن ستة وعشرين من كبار رجال الدين المسيحي في سوريا وجّهوا نداءً إلى الكونغرس لإنهاء العقوبات، مؤكداً أن سوريا، التي أنهكتها سنوات الحرب، باتت تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة النظام الإقليمي الجديد على الصمود، مضيفاً أن أي سلام لا يمكن أن يكتمل في حين إحدى أقدم حضارات العالم لا تزال غارقة في الدمار.

Leave a Comment
آخر الأخبار