بانتظار قطف الثمار..

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- سامي عيسى:

“قيصر” هذا القانون الذي كان النظام البائد هو المسؤول عنه أغلق الاقتصاد السوري، و السياسة السورية، ما أحدثه على ساحة الوطن، من صعوبات ومشكلات اقتصادية واجتماعية، ا لكن المواطن كان الأكثر تأثراً بها، وظروف معيشية مازلنا حتى تاريخه نعيش أدق تفاصيلها في حياتنا اليومية.
واليوم الدبلوماسية السورية تسجل محطة تاريخية، ونقطة تحول تحمل الكثير من الإيجابيات على الاقتصاد والسياسة، من خلال نجاحها في تحريك المساعي الدولية وخاصة الجانب الأمريكي لإلغاء قانون “قيصر” الذي وقف عائقاً كبيراً، أمام تطور الحالة الاقتصادية والاجتماعية، وطال مجالات التعليم والصحة والخدمات وانعكاس كل ذلك على حياة المواطن، وتحميله أعباء لا طاقة له بتحملها، فكان التراجع في كل شيء..
واليوم إنجاز نوعي سجلته الدبلوماسية السورية، ونجاح عابر لكل الحدود، مفرداته وصلت لكل مكونات المجتمع السوري، حيث تحاول الحكومة اليوم توفير كل أسباب القوة، لعودة النشاط الاقتصادي، بجوانبه المختلفة إلى ميدان العمل، وتحقيق خطوات إيجابية، تعكس صورتها معيشة أفضل للمواطن السوري..
من هنا نجد أن قرار الإلغاء، يشكل مرحلة جديدة في تاريخ الحياة السورية، وكسراً لحالة الجمود التي رافقت الاقتصاد الوطني منذ صدوره، والتي طالت كافة القطاعات الإنتاجية، والخدمية والاجتماعية وحتى التعليمية والفكرية وغيرها..
وبكل تأكيد هذا الإنجاز، يحمل في طياته خطوات كثيرة من الإيجابية، ننتظرها منذ سنوات، إلى جانب مؤشرات جيدة يمكن البناء عليها، ورسم سياسة تسمح بترجمة هذا الحدث على أرض الواقع، ويؤسس لتعاون أفضل، يحقق رضا ومنفعة كافة الأطراف، على المستوى المحلي والخارجي، وخاصة لجهة التعاون مع الجانب الأمريكي والأوروبي، والذي تراجع إلى مستويات متدنية خلال السنوات الماضية، واقتصرت على بعض التعاون التجاري والخدمي المحدود.
واليوم الآمال كبيرة بتعاون يؤسس لمستقبل يحمل خطوات جادة، لإعادة بناء جسور الثقة نحو مرحلة اقتصادية جديدة، بحاجة فيها لإمكانات مادية ومستلزمات نوعية لإعادة الاعمار وبناء مكونات الحالة الإنتاجية والخدمية على اختلافها وتنوعها..
لكن يترتب على الحكومة اليوم، ترجمة هذا الإنجاز إلى واقع تنفيذي، يشمل سلم أولويات، واستراتيجية عمل تأخذ بعين الاعتبار كيفية استثمار ذلك على المستوى الخارجي والمحلي، وخاصة أن الشارع السوري كان ينتظر رفع العقوبات الأمريكية، وقانون قيصر وغيرها من العقوبات المفروضة التي فرضت خلال السنوات الماضية “بفارغ الصبر” حتى يتمكن المواطن والدولة من دفع عجلة الإنتاج الوطني إلى الأمام، لإعادة بناء القوة الاقتصادية الوطنية المطلوبة، وتأمين موارد الطاقة والإنتاجية المتنوعة، والبنية الخدمية والتحتية التي تؤسس لتنمية شاملة ومستدامة، وصولاً لحالة الاستقرار والمعيشة الأفضل، والتي هي هدف الجميع..
واليوم أمام هذا الإنجاز نحن كمواطنين وحكومة، ننتظر “قطف الثمار” خلال الأيام القادمة، وتكون كل الحسابات والرهانات التي تظهر هنا وهناك بسقوط الإنجاز في مهب الريح، ويبقى الإنجاز يشكل حالة بقاء، مفرداتها تطول كل جوانب الحياة السورية.. والقادم أحلى بإذن الله..
Issa.samy68@gmail.com

Leave a Comment
آخر الأخبار