الاستثمار في سوريا: توقيع مشاريع استراتيجية بقيمة 14 مليار دولار بمشاركة دولية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- متابعة- أمين الدريوسي:

بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع، تم اليوم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية وذلك في قصر الشعب بدمشق، وشملت 12 مشروعاً استثمارياً بقيمة 14 مليار دولار أمريكي، تنفذ بعدد من المحافظات السورية.

سوريا بدأت مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والشراكات الاستراتيجية

وأكد رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي في كلمة له، أن سوريا بدأت مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية عبر مشاريع كبرى ستشكل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية، معلناً عن انطلاق شراكات استراتيجية كبرى لتطوير البنية التحتية والحياة الاقتصادية.
وقال الهلالي: نقف اليوم بكل فخر واعتزاز في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، لحظة نعلن للعالم أن سوريا بدأت مرحلة جديدة، من إعادة الإعمار وشراكات استراتيجية ونمو شامل، مضيفاً: إن اجتماعنا اليوم ليس مجرد مناسبة رسمية بل هو إعلان واضح وصريح بأن سوريا منفتحة للاستثمار وعازمة على بناء مستقبل زاهر ومستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا الموثوقين لكتابة فصل جديد من النهوض والبناء.
وأعرب الهلالي عن ترحيب سوريا بقادات اقتصادية عالمية وشخصيات استثمارية بارزة وكوكبة من المستثمرين والقادة الذين عبروا عن ثقتهم بمستقبل سوريا وشعبها الصامد، وقال: نعلن اليوم عن مجموعة من الشراكات الاستراتيجية الكبرى وعددها 12 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار أمريكي ستمتد عبر البلاد لتشكل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية.
وأوضح الهلالي أن أبرز هذه المشاريع هي مطار دمشق الدولي باستثمار يبلغ 4 مليارات دولار أمريكي، والذي يعد بوابة سوريا إلى العالم، ومترو دمشق باستثمار يبلغ ملياري دولار أمريكي، وهو مشروع حيوي للبنية التحتية والتنقل الحضاري، إضافة إلى أبراج دمشق باستثمار يبلغ ملياري دولار أمريكي وهي معلم معماري ورمز للنهضة، وأبراج البرامكة باستثمار يبلغ 500 مليون دولار أمريكي ومعها مول البرامكة باستثمار 60 مليون دولار أمريكي.
وشدد الهلالي على أن هذه المشاريع ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية بل هي محركات لتوليد فرص العمل، وجسور الثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين ومنصات لشراكات طويلة الأمد، وقال: هذه ليست النهاية بل هي البداية فقط، اليوم نفتح الباب نحو مستقبل من التعاون يقوم على أسس من القانون والشفافية ويستند إلى إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر.

المبعوث الأمريكي إلى سوريا يؤكد رغبة بلاده في تعزيز دور دمشق مركزاً للتجارة والازدهار

بدوره، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك خلال حضوره مراسم توقيع مذكرات التفاهم الاستثمارية أن سوريا تشكل مركزاً للتجارة بين دول المنطقة منذ آلاف السنين، وأن الأرض السورية معروفة بإنتاجها للعظماء عبر تاريخها، معبراً عن رغبة بلاده في تعزيز دمشق مركزاً للتجارة والازدهار.

حموية: التركيز على المشاريع التي تمس حياة المواطن السوري

وفي مؤتمر صحفي عقد بعد توقيع مذكرات التفاهم الاستثمارية، أكد مستشار الهيئة العليا للتنمية الاقتصادية في سوريا الدكتور أيمن حموية أنه يتم التركيز على المشاريع التي تمس حياة المواطن ويتم التنسيق مع كافة الوزارات والمحافظات للانتهاء من الدراسات الاستثمارية، للانطلاق نحو إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة.
وقال حموية: إن جميع مذكرات التفاهم لها جدول زمني محدد، قد يستغرق البعض منها بضع سنوات، مشيراً إلى أن المحافظات تلعب دوراً محورياً في هذه المشاريع، لوجود بعض الإشكالات القانونية المرتبطة بموضوع الملكية، وبالتالي هي من ترتب هذا الأمر من خلال التشاور والتنسيق مع مجالس الأحياء والملاك للوصول إلى صيغة توافقية.
وأوضح حموية أن هناك تركيزاً على المشاريع التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر حيث لها الأولوية، لكن المناطق المدمرة تحتاج بعض الوقت للانتهاء من مشاريع البنى التحتية الخاصة فيها، لافتاً إلى وجود تنسيق بين كافة الوزارات والمحافظات للانتهاء من الدراسات الاستثمارية.
وأشار حموية إلى أن المشاريع السكنية من أكثر المشاريع المستهلكة لليد العاملة، وتوفر عشرات آلاف فرص العمل، كما أن سوريا تواجه مشكلة في الإسكان بسبب قصف النظام البائد للعديد من المدن والقرى، وبالتالي توجد حاجة شديدة للنظر إلى قطاع الإسكان والتطوير العقاري وهي أحد المحركات الأساسية التي يتم التركيز عليها أثناء وضع أولويات المشاريع على مستوى سوريا.

وأكد حموية أن الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة ومحايدة والانتقال إلى الاقتصاد الحر وهذا ما يتم العمل عليه من خلال القوانين الجديدة التي تم إصدارها ، لافتاً إلى أن هذه الاستثمارات تلبي تطلعات الشعب السوري من خلال توفير فرص العمل و إفساح الفرصة للمستثمرين السوريين والأجانب للدخول إلى السوق السورية.
وتواصل سوريا إقامة الشراكات الاستراتيجية والاستثمارية مع مختلف الدول حيث تم في 24 تموز الماضي عقد المنتدى الاستثماري السوري السعودي بحضور الرئيس الشرع، وجرى خلاله توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 6 مليارات دولار.

Leave a Comment
آخر الأخبار