الحرية – رحاب الإبراهيم:
لم يسلم محصول الفستق الحلبي من آثار الجفاف، حيث تعرّض مزارعوه إلى أضرار كبيرة لحقت بالأراضي المزروعة بأشجار “الذهب الأحمر” ، الذي يعد من المحاصيل الاقتصادية المجدية للمزارعين، وخاصة أن سعره الجيد المقدر تقريباً بـ٣٥ ألف ليرة، قد يغطي تكاليف إنتاجه لولا موجة الجفاف، التي لم تشهدها سوريا منذ عقود وتركت نتائجها الكارثية على كل المحاصيل الزراعية.
صحيفة “الحرية” تواصلت مع مدير مكتب الفستق الحلبي المهندس عادل هواش، الذي أكد أن سوريا كما هو معروف تعد من البلدان الرائدة في زراعة وإنتاج الفستق الحلبي عالمياً، إلا أن الإنتاج هذا العام لم يصل للمستويات المنشودة، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب منها أن هذا الموسم موسم معاومة بالأصل، ونتيجة عدم هطل كميات كافية من الأمطار، وانخفاض مستوى دخل المزارعين، أدى إلى عدم القدرة على تقديم الخدمات الزراعية بالشكل الأمثل، وتدهور عدد كبير من البساتين التي هجرها أصحابها خلال سنوات الثورة لكونها كانت خاضعة لقانون الاستثمار الجائر من قبل النظام البائد، ما أدى إلى تضرر أشجار الفستق الحلبي بشكل كبير وخروج قسم منها من الإنتاج نتيجة التهجير الممنهج للمزارعين عن مناطقهم وعمليات القطع والحرق للأشجار، ما سبّب تدهورها مع انتشار الأمراض والآفات أيضاً، ومن أهم هذه الآفات حشرة الكابنودس العنيدة التي دمرت الكثير من الأشجار وخصوصاً في ريفي حماة وإدلب.
انخفاض إلى النصف
وعن الأضرار التي لحقت بأشجار الفستق بسبب الأزمة بيّن المهندس هواش أنه حسب التقارير الواردة من مديريات الزراعة، فإن عدد الأشجار المتضررة في كل من حماة وحلب وإدلب بلغت ١٠١٤٨٥٢ شجرة، في حين بلغت المساحات المتضررة ٧٠٠٠٤ دونمات في المدن الثلاث، وبناء على ذلك يتوقع أن ينخفض إنتاج هذا الموسم إلى أكثر من 50 % نتيجة العوامل السابقة.
تحسن في السعر
وعند سؤاله عن تسعيرة الفستق الحلبي أكد المهندس هواش أنه على الرغم من أن محصول الفستق الحلبي يعدّ من المحاصيل المهمة وذات الميزة النسبية لدخول القطع الأجنبي على القطر، إلا أن أسعاره مرتبطة بالعرض والطلب والجودة، حيث تراوحت الأسعار في أول يومين لافتتاح السوق بين 3 – 3.5 دولارات للكغ الواحد (أخضر بعرموشه).
وبيّن مدير مكتب الفستق الحلبي أن الكميات كانت قليلة نوعاً ما نتيجة عدم اكتمال النضج وتفاوت النضج بين منطقة وأخرى وكون الموسم هذا العام في الحدود الدنيا المتوقعة، متوقعاً تحسناً بسيطاً في الأسعار في الأيام القادمة، حيث يزداد الطلب على الثمار الممتلئة والأكثر نضجاً.
دعم باتجاهات مختلفة
وفيما يخص دور مكتب الفستق في حماية أشجار”الذهب الأحمر” ودعم مزارعيه شدّد المهندس هواش على أن المكتب بدعم من وزارة الزراعة يحاول إعادة تفعيل دوره في الاهتمام بشجرة الفستق الحلبي بشكل عام، مع التعاون مع الجهات الدولية والمنظمات الفاعلة لإعادة تأهيل البساتين ودعم المزارع والحصول على إحصائيات ومعلومات حقيقية وواقعية من أجل بناء قاعدة بيانات صحيحة تعتمد عليها جميع المشاريع الخاصة بشجرة الفستق الحلبي، إضافة إلى التواصل مع الجهات المتخصصة لتفعيل دوره في المعارض الزراعية والغذائية المحلية والدولية لتحسين سوق الفستق الحلبي محلياً ودولياً.
ولفت مدير مكتب الفستق الحلبي إلى أنه يتم حالياً البحث عن أصول مقاومة لحشرة الكابنودس والأمراض الفطرية لاعتمادها في ترميم البساتين المتضررة، إضافة إلى إعداد دراسات شاملة عن واقع أشجار الفستق الحلبي الحالية وسبل الارتقاء ومواكبة التطور التقني والفني في زراعة وخدمة هذا المحصول، مع العمل على إصدار شهادات المنشأ الخاصة بالتصدير، وحصر الكميات المصدّرة وتقدير الإنتاج ومتابعة الجولات الميدانية والأيام الحقلية على بساتين ومزارعي الفستق الحلبي، مع المتابعة اليومية لحركة السوق والأسعار لمختلف أصناف الفستق الحلبي.