الحرية – عمار الصبح:
لليوم الرابع على التوالي ومنذ بدء شهر رمضان المبارك، توالي أسعار الخضروات ارتفاعها في أسواق محافظة درعا، على نحو أثار تساؤل المستهلكين عن أسباب هذه الزيادة في الأسعار وعن توقيتها الذي جاء متزامناً من بداية الشهر الفضيل.
وشهدت أغلبية أصناف الخضروات ارتفاعات ملموسة في الأسعار، وخصوصاً للرئيسية منها كالبندورة، حيث وصلت إلى 10 آلاف ليرة للكيلو مقارنة مع 4000 ليرة قبل بدء شهر رمضان. فيما سجل سعر كيلو البطاطا 5000 ليرة مقارنة مع 3000 ليرة، والكوسا 20 ألف ليرة مقابل 12 ألفاً، وسجلت أسعار باقي أصناف الخضراوات مثل الفول والزهرة والخيار والورقيات ارتفاعات متباينة، تراوحت بين 50 إلى 70٪، فيما ارتفع سعر كيلو الفاصولياء إلى أكثر من 25 الفاً.
أسعار لم تكن متوقعة لدى كثيرين، وخصوصاً أن الخضروات تعد الأكثر استهلاكاً والأكثر طلباً في شهر رمضان.
ووفق إحدى السيدات، فإنه لا غنى عن الخضروات لتحضير مائدة الإفطار، فهي تشكل بديلاً تتكىء عليها الأسر لتدبير أمورها في ظل عدم القدرة على شراء اللحوم والفروج. مشيرة إلى أن الارتفاع الطارىء في الأسعار، قلّل كثيراً من خيارات معظم الأسر، واقتصرت فقط على الضروريات، فاكتفت ببضعة حبات بسيطة من الخضروات لتحضير أطباق، كالسلطة والفتوش بتكلفة تصل إلى أكثر من 25 ألف ليرة في الحد الأدنى.
وفيما يبحث المواطن عن تفسيرات مقنعة لهذه الهبّة في الأسعار وتزامنها «المقصود» مع بداية الشهر الفضيل، حاول البعض تقديم تبريرات لهذه الزيادة.
وأوضح تاجر الخضار في مدينة الصنمين محمد جباوي، أن الطلب على الخضروات ازداد خلال الأيام الماضية من الشهر الفضيل، على نحو فاق المعروض من معظم الأصناف، ما أدى إلى ارتفاع نسبي في الأسعار، اختلف بين صنف وآخر.
وأشار التاجر إلى أن أغلبية الخضروات الرئيسية الموجودة في أسواق المحافظة، كالبندورة والباذنجان والفليفلة والكوسا، ترد من محافظات أخرى، باستثناء البطاطا والخضروات الورقية، فهي من إنتاج المحافظة.
كاشفاً عن أن موجة الصقيع التي ضربت المنطقة خلال الأسبوع الماضي، أثرت بشكل سلبي على المساحات المزروعة، إذ تسببت بتضرر مساحات كبيرة مزروعة بالفول والبازلاء والكوسا، وتلك المزروعة في حوض اليرموك والتي كانت على موعد مع القطاف المبكر.
وأعرب التاجر عن اعتقاده بأن تتراجع الأسعار في الأيام المقبلة مع انخفاض الطلب عليها من جهة، وحصول زيادة في الكميات الواردة للأسواق بعد أن تكون قد تجاوزت آثار الصقيع بعد ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت المنطقة تعرضت خلال الأسبوع الماضي لموجة صقيع قاسية، تركت تأثيراً كبيراً على محاصيل الخضروات، وخصوصاً الباكورية المزروعة في منطقة حوض اليرموك، ونقلت صحيفة الحرية عن مدير زراعة درعا المنهدس عاهد الزعبي في وقت سابق تأكيده أن المحاصيل الباكورية كانت الأكثر تضرراً بموجة الصقيع الشديدة، وخاصة منها محصول الكوسا بشكل أساسي، لكونها في بداية الإنتاج، حيث تزرع في الوادي وتنتج بشكل مبكر، وتتطلب كشف النايلون عنها لوصولها إلى حجم يتطلب ذلك.
وكذلك تعرضت محاصيل في مناطق أخرى للضرر بنسب متفاوتة مثل البطاطا المزروعة بالبذار المحلي، والأمر مشابه بالنسبة لمحصولي الفول والبازلاء.