الحرية- دينا عبد:
تواجه معظم الأسر مسؤولية لا مفر منها وسط التزامات شهر رمضان المبارك تتمثل في الولائم التي تجمع الأهل، ولكن الضغوط الاقتصادية تشكل هاجساً يؤرق العديد وخاصة الموظفين محدودي الدخل.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كم “عزومة” يمكن أن تتحملها ميزانية الأسرة؟
يقول حسان وهو موظف براتب 350 ألف ليرة شهرياً: في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة لا أستطيع استضافة الأهل والأصدقاء على السفرة الرمضانية، فبالكاد أستطيع تدبير نفقات أسرتي الأساسية، ويوضح تكلفة وجبة إفطار لعائلته التي تضم 4 أشخاص يمكن أن تتجاوز 150 ألف ليرة يومياً باحتساب ثمن اللحوم سواء كانت لحوماً حمراء أو دجاجاً إضافة للخضار، هذا إذا لم يتم الإسراف في تقديم الأصناف، ما يعني أن عزومة واحدة قد تستهلك جزءاً لا يستهان به من الراتب.
أما أمل عبدو (موظفة) فتكتفي بدعوة أهلها وأهل زوجها على الإفطار لمرة واحدة فقط خلال الشهر الفضيل، وذلك بسبب الضيق المادي والكلفة التي ستتكبدها في ظل وجود التزامات أخرى كمصروف الأولاد ودفع فواتير واحتياجات المنزل وغير ذلك.
رجاء نظام (موظفة) بينت لصحيفة “الحرية” أنها لا تلتزم بتلبية أي عزومة على الإفطار حتى لو كانت من أقرب المقربين لأنها ملتزمة بدعوة مماثلة للشخص الذي دعاها وهذا ما سيكبدها عناءً مادياً وهي ما لا قدرة لها عليه.
بدوره الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة أوضح في حديثه لصحيفة “الحرية” أن انخفاض الدخل في الفترات السابقة وصل للذروة بالنسبة لارتفاع الأسعار وتدني الدخل ، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من ذلك فإن ثقافة العادات والتقاليد الاجتماعية لا تزال متجذرة لدى البعض من الأسر وإن كان ذلك يؤثر على التوازن المالي للأسرة، إذ يرتفع الإنفاق في رمضان عند بعضهم بنحو 20 % أو يفوق ذلك في بعض الأحيان.
ونوه حبزة إلى أن الناس في الوقت الحالي باتت تسعى لتأمين احتياجاتها الخاصة مع استغنائها عن الكثير من الأصناف والأنواع الغذائية، وبالتالي هذا سينعكس على الولائم الرمضانية التي استغنى عنها الكثيرون وذلك لأن الدخل المادي لم يعد يناسب هذه العادات المتأصلة، إضافة إلى التباعد الاجتماعي بين الناس نتيجة سفر الأبناء وابتعاد البعض إلى محافظات أخرى، لذلك تم الاقتصار على الجمعيات الخيرية التي توزع وجبات الإفطار على المحتاجين.
وأمل حبزة أن يتحسن الدخل في القريب العاجل وأن تعود هذه العادات إلى ما كانت عليه سابقاً ويتحسن دخل ومعيشة المواطن.